لندن - ماريا طبراني
يعاني الكثير من الناس من مدفأتهم الخاصة، وخصوصا تلك التي تعمل على الحطب، حيث يمكن أن تسبب المدفأة المعطلة الكثير من الدخان داخل المنزل، وبدل أن تشيع الدفئ في ليالي الشتاء الباردة، تصبح عالة عليهم، بسبب اضطرارهم لفتح الأبواب والنوافذ للتخلص من الدخان الأسود الذي تسببه.
وأصبح العديد من البريطانيين يتفادون هذه المشكلة بشراء مدفأة مغلقة تعمل على الحطب، ويركبونها في منازلهم لتوفير الدفء وفواتير الطاقة، وأصبحت مدفأة الحطب شائعة في بريطانيا أكثر في السنوات الأخيرة بسبب زيادة تكاليف استهلاك الطاقة، وميل العديد منهم لاستخدام نماذج جديدة نظيفة مسموح بها في لندن حاليا.
ويعتمد اليوم أكثر من مليون منزل في بريطانيا على مدفأة الحطب المغلقة، ويمكن أن تزيد هذه المدفأة قيمة سعر المنازل إلى 5%، ويعتبر أصعب جزء في هذا الأمر هو اختيار الموديل المناسب الذي لا يسبب الكثير من الدخان، مثل تلك الموجودة في بيوت العطلات التي يعود تصميمها للسبعينات والثمانينات.
وتأتي المدفأة اليوم بالعديد من التصاميم والمنحنيات الأنيقة والفولاذ المقاوم للصدأ، وبأشكال كثيرة، منها البيضاوي ومنها المستطيل والمربع، ويمكن تركيبها محل المواقد المفتوحة مع المداخن الخاصة بها، وتأتي بعضها بإمكانية توصيل الحرارة باستخدام الأنابيب الى غرفتين متجاورتين في ذات الوقت.
ويميل العديد من الأشخاص إلى تركيب المدفأة المغلقة في مكان المدفأة المفتوحة القديمة بعد تنظيف المكان، وتبطينه، وإعادة ترميمه ودهنه من جديد، وتثبيت الموقد الجديد في مكانه مع إجراء بعض التعديلات المناسبة للاستمتاع بالدفء النظيف.
وتتراوح أسعار المدافئ الجديدة، فبعضها الكبير والغالي بعض الشيء يصل سعره إلى 2000 جنيه إسترليني، مثل تلك التي تصنعها وتبيعها شركة "تشيسني"، والتي تقدم خدمات شاملة وفعالة للتركيب لا يحتاج بعدها صاحب المدفأة للاستعانة بأي مصادر خارجية.
ويبلغ سعر الكيلوجرام من الخشب الجاف 2.2 جنيه إسترليني، ويحتوي على 5.32 كلواط/الساعة من الطاقة والحرارة، في حين تتراوح الطاقة والحرارة التي تنتجها المواقد الأخرى بين 3 كيلو واط إلى 15 كيلو واحد، وللحفاظ على درجة حرارة الغرفة على 21 درجة سيليزيوس يحتاج الإنسان 1 كيلو واط لكل 14 متر مكعب من المساحة.
ونظريا، يجب حرق قطعة خشب كل 50 دقيقة، للتمتع بحرارة كافية، لكن في غرفة باردة جدا يفترض أن تحتاج إلى 10 كيلو واط من الطاقة، وبالتالي تعتبر مدفأة بأول تشينسي مخيبة للآمال قليلا، لشركة قضت عدة عقود في بيع المدافئ وقضبان الحماية.
ويمتلك صاحبة الشركة مدفأة كبيرة مثبتة في غرفة المعيشة الخاصة به في جنوب لندن، لكنه استغنى عنها لأنها كانت تسبب الكثير من الحرارة التي لا يستطيع الجالسون في الغرفة احتمالها، ويشير باول تشيسني "كان الأمر محرجا نوعا ما".
يمكن للأصحاب المنازل التحكم بحرارة المدفأة من خلال الحطب الذي يستخدمونها فيها، فالبريطانيون يعتمدون على حطب البلوط والأرز والبتولا الذي يوفر الحرارة الأكبر، أو الصنوبر والتنوب الذي يأتي في المرتبة الثانية، والتي يدعوها فريق العمل في تشينسي بحطب الحفلات المناسب للمنازل.
وفي الوقت الذي تبدو فيه مدفأة الحطب تقليدية، إلا أنها تعتمد على تكنولوجيا فائقة في كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الانبعاث الكربوني، وما يسمي بتكنولوجيا الحرق المزدوج للحصول على أكبر قدر ممكن من حرارة احتراق الخشب، وتعتمد المدفأة الحديثة على تنظيف نفسها بنفسها، وتتمتع بمزايا أخرى مثل عدم انبعاث الدخان أو الرائحة السيئة وبالكاد تحتاج لإفراغ علبة الرماد مرة في الشهر، ويمكن اشعالها بسهولة في أربع ثوان باستخدام ورقة أو عصا صغيرة، وعود ثقاب.
وتستطيع المدفأة تجفيف الملابس بسرعة وسهولة بسبب حرارتها، وتبعد البرد عن المنزل، ولا تسبب الفوضى أو القاذورات، ويمكن إبقاء نافذة مفتوحة لتجديد الهواء في الغرفة بدون أن يشعر من بداخلها بنسمة برد.