باريس ـ مارينا منصف
صمّم عالم النبات الفرنسي المتخصّص في نباتات الغابات الاستوائية، باتريك بلان، العديد من تلك الحدائق حول العالم، بداية من الجدران الخارجية وصولًا إلى الداخلية، وهي مشيدة على إطارات معدنية تُعلق على الجدران مغطاة بألواح بلاستيكية واللباد الواقي، كما أنَّ نظام الري يعمل على تخفيف اللباد والذي بدوره يروي النباتات.
وقد دفع بلان هذا لخلق المنزل الذي يحلم به في باريس مع المهندس المعماري جيل ابيرسولت؛ حيث يقف المنزل خلف واجهة موحشة، ولكن حين يفتح الباب يظهر شيئًا آخرًا، فناء مع ثلاثة جدران مغطاة بالنباتات، ومن هناك إلى مطبخ مفتوح وغرفة الطعام، بالإضافة إلى غرفة الدراسة الخاصة به، والتي تجلس على رأس ضخم من خزّان الأسماك، ويبلغ حجمه تحو 20 ألف لتر بقياس 7 متر× 6 متر، وجد به سقف زجاجي، وبالتالي يتمكَّن بلان من مشاهدة الأسماك والسلاحف وانعكاسات الطيور الاستوائية التي تُحلَّق فوق، ويتمكَّن من الحفاظ على درجة الحرارة الدافئة طوال العام، والتي بمثابة التدفئة تحت البلاط في فصل الشتاء.
وتغطى الجدران المحيطة بالطحالب والسراخس وأوراق من جميع الأشكال والأحجام المختلفة، ويذكرنا ذلك وكأننا في غابة حقيقية، كما أنَّ أحد الجدران المخصّصة لكتب بلان مُخزَّنة في صناديق خشب رقائقي متراكمة لخلق الرفوف، وفي الطابق العلوي يوجد حمّام مع دُش في الهواء الطلق مواجه للفناء.
ويُصرِ بلان على أنه غير مهتم بالهندسة المعمارية أو التصميم الداخلي، بدلًا من ذلك يهتم بالنباتات والأسماك والمياه، فقد صمّم المنزل من النباتات لخبرته في هذا المجال، واستخدم النظم المبتكرة، ولكن أهم من ذلك كله هو حبه لما يُحِب.