لندن - سليم كرم
أطلقت بريطانيا مسابقة لمواجهة ارتفاع أسعار المنازل، وهي عبارة عن جائزة لأفضل تجديد ديكور وتوسيع منزل في البلاد، وحملت المسابقة شعار "لا تنتقل.. طور من منزلك"، حيث أن الزيادة الهائلة في شراء المنازل رفعت من أسعارها بشكل كبير، بالإضافة إلى ارتفاع رسوم الدمغة (الطوابع).
ومع وجود عدد أقل من الرغبين في الانتقال من ملكياتهم إلى ملكية أكبر،، وصل عدد المتقدمين على طلب توسيع منازلهم إلى 250 ألف في عام 2015. واحد من الفائزين بالجائزة الوطنية للمعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، والتي تم الإعلان عنها يوم الخميس، هو تصميم بسيط لبيت من طابقين، والذي حصل على امتداد خلفي للمنزل الدائم في "لويشام"، لندن، وقد كان مهندسوه دقيقين في حماية تراثه، أثناء خلق شيء جديد منه.
ولكن كيف يمكن توسعة منزلك بطريقة أصيلة، دون اللجوء لأبواب قابلة للطي أو استخدام الأثاث الذي يركب ويتفكك ذاتيا؟ وكيف يمكن خلق مساحة إضافية في المباني القديمة التي هي شبه مستحيلة لإعادة إنتاجها؟ اللجوء للحداثة والجراءة هو الجواب، وفقا لجمعية حماية المباني القديمة (SPAB)، وتقول الهيئة القانونية أن هناك فاصلا واضحًا بين القديم والجديد. وتعني SPAB بكل شيء لحماية المباني التاريخية، وتشجع أيضا على الملحقات الحديثة وتنصُّ على أن الأشياء القديمة يجب أن تبدو قديمة والأشياء الحديثة ينبغي أن تبدو حديثة، كما يقول توم كروفت، المهندس المعماري الذي قام بتوسعة ضخمة لمنزل في "نوتينغ هيل".
ريتشارد فاوند، الذي يرأس شركة الهندسة المعمارية "فاوند وشركاه" يوافق على هذا الطرح: "أود أن أؤكد أنني دائما كنت وفيًا للمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية، ولكن من دون تكرار ذلك، فمن الأفضل أن تذهب في الاتجاه المعاكس".وأضاف أنه لوضع هذا على أرض الواقع، عليك أن تلعب بالأشكال والنسب. وقال أنه اشترى كوخ "كوتسوولدز" الذي تم بناؤه في 1730، وخطط لإنشاء منزل لتمضية عطلاته فيه ، وأوضح: "كانت فكرتي الأصلية هدم الكوخ، وهو ما كان بمثابة جريمة، نظرا لأنه كان كوخا تقليديا للصيد".
وعكف فاوند على لوحة الرحم لإعادة تصميم الكوخ وخطط له هيكلا جديدا، يتماشى مع أسلوبه في الخطوط الحادة والنظيفة، فقد أضاف نفقا زجاجيا يربط الآن بهيكل الخرسانة والزجاج الجديد، والملحق الجديد أصبح غرفة معيشة طويلة، مع أربع غرف نوم وغرفة مكتب.
وتتوفر في مساحة المعيشة منطقتان منفصلتان: منطقة حديثة أنيقة من التوسع الذي حصل على ميدالية ريبا في عام 2012، وكوخ مع موقد وثلاث غرف نوم، ويضم جدارا من النوافذ التي تمتد الى الأسفل نحو البحيرة والغابة خارج الكوخ.ويقول فاوند: "عند تصميم المشروع كنت مهووسا بالوقوف وسط الطبيعة والتطلع الى البحيرة والغابات، هذا هو سبب بأن لدينا صفا طويلا من الزجاج المتواصل". ويحتوي الكوخ على سقف بشرفة ويغطيه العشب والشجيرات حتى أن الأشجار ومعالم الغابة تظهر وراء هيكله.
آلان تيرني، الذي يدير "بيكيتس" التاريخية لترميم المباني يقول أنه في حين نتجنب اللحن والنسخ، التوسعات أصبحت أكثر دقة مرة أخرى، مطابقة اللبنة ومحاكاة التفاصيل، حيث استكمال البناء وتشكيل العلاقة بين العنصرين.وأضافت توسعات توم كروفت في "نوتينغ هيل" للمنزل ذي الـ7000 قدم مربع والذي بني عام 1840، نوافذ جديدة ممتدة من الأرض إلى السقف تطل على الحديقة، ويوجد حول النوافذ طوب جديد، ولكن ملون للتخفيف من التغييرات ويتناسب مع الطوب الأصلي.
وللمنازل التي تعيش فيها لفترة طويلة، لا يمكنك توسعتها بإضافة صندوق زجاجي والأمل في مستقبل أفضل، بل عليك أن تكون أكثر إبداعا، حتى تخلق مساحة جديدة لها وظيفة مهمة في المنزل، دون الإخلال بالهيكل الأصلي، كما أنه يجب أن يكون المنزل كله بنمط واحد فلا ينبغي أن يكون هناك جزء قديم جدا وجزء حديث جدا.