الرئيسية » التحقيقات السياحية
سمية الأسيوطي

القاهرة ـ سعيد الغمراوي

لا يزال في عصر البيتزا  والهمبرغر والكنتاكي، مكانًا للمحشي والفتة والممبار، ولكن ليس في أي مكان في شارع من شوارع وسط البلد في القاهرة، حيث الأزقة تتقاطع مع بعضها البعض هناك زقاق مُتفرع  من شارع هدى شعراوي لا يمكن أن تتجاهله، فهناك توجد "فسحة سمية"  وهو مطعم لا تتجاوز مساحته الغرفة الواحدة تقدم فيه صاحبته سمية الأسيوطي أكلًا منزليًا رائعًا لا يمكنك أن تتردد عليه لمرة واحدة فقط، بدليل أنّ صاحبته تعرف كل زبون من زبائنها باسمه، وتعرف أكلته المفضلة، ولكن الغريب في الأمر أنه في فسحة سمية لا تأكل على ذوقك بل على ذوقها فكل يوم هناك عدة أطباق تصنعها بيدها أمامك، وما عليك سوى اختيار ما طبخته سمية عكاوي ممبار وفتة وملوخية، وغيرها من الأكلات المنزلية التي أصبح من النادر أن تاكلها في منزلك.

وتختار عند سمية ما تريد أن تأكله من خلال أطباق مصنوعة من ثلاثة أحجام مختلفة، تختار الحجم الذي تريده، ولكن هذا لا يكفي بالنسبة إلى سمية فهي تنظر إليك بين الحين والآخر لترى إذا أنهيت طبقك فممنوع أن تترك شيء في الطبق، وهذا من قوانين "فسحة سمية" التي لا يتجاوز مساحة مطعمها مساحة الغرفة الواحدة يوجد فيها 4 أو 5 طاولات جدرانها مزينه بلوحات مستوحاة من وسط البلد.

وتفرض سمية سطوتها على زبائنها منذ اللحظة الأولى من خلال الرعاية والسؤال المستمر إذا كان كل شيء على ما يرام، يأتي إليها الناس من كل حدب وصوب، ومن طبقات مختلفة، فتجد عندها العامل، والفلاح، والصحافي، والمثقف، ولكن لن تجد عندها من فئة رجال الأعمال، لأنها امراة ثورية بكل معنى الكلمة، ومن كثرة تردد زبائنها على مطعمها يصبحون أصدقاء مقربين، ويتكلمون مع بعضهم في كل شئ في السياسة أو الدين أو الحالة الاقتصادية والاجتماعية، وكأنك في حلقة "توك شو" سياسي، وتشاركهم سمية أطراف الحديث، وعند ما تتكلم سمية يسكت الجميع، ويستمعون إلى ما ستقوله تلك السيدة البالغة الذكاء، وصاحبة الشخصية القوية الدائمة الابتسامة.

وبالتأكيد وراء هذه الفسحة حكاية ترويها سمية إلى "المغرب اليوم"، قائلةً أنا في الأصل لا أتقن فن الطهي أو على الأصح لم أكن أعلم أنني أملك هذه الملكة، فكان عملي في مجال السكرتارية، وسافرت مع زوجي إلى إيطاليا لمدة 10 أعوام، وهناك اكتشف زوجي أنني أطبخ بطريقة مختلفة، وكان مُعجبًا جدًا بما أقدمه له، وعند ما عُدنا إلى مصر عملت في إحدى المؤسسات، وكنت أحضر لهم أطباقًا أصنعها من صنع يدي، وكانت تلاقي استحسانهم إلى أن اندلعت ثورة 25 يناير، وكنت أطبخ للثوار في الميدان، وبعد انتهاء الثورة نصحني الجميع أن افتتح مطعمًا، وهكذا ولدت "فسحة سمية".

ولكن نريد أن نُذكرك أنك إذا أردت زيارة "فسحة سمية" لتذوق الأكل المنزلي، فعليك أن تحجز مُسبقًا أو تتصل هاتفيًا أو تنتظر أمام الفسحة وقتًا طويلًا حتى تخلو طاولة وتأخذ مكانك لتستمع بالمأكولات التي أصبح بعضها من الماضي.

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الكنفدرالية المغربية للسياحة تُؤكد الانخراط الكامل في طموحات "رؤية…
وزيرة السياحة المغربية تؤكد أن "رؤية 2030" تُخطط لمضاعفة…
فاطمة الزهراء عمور تُؤكد أن المملكة تَطمح لمُضاعفة عدد…
انتقادات لغلاء أسعار الفنادق والإقامات السياحية خلال الصيف في…
مطار الحسن الأول في العيون يسترجع 76% من حركة…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة