الرئيسية » التحقيقات السياحية
مدينة دمياط

الإسكندرية – أحمد خالد

الإسكندرية – أحمد خالد تركت روعة موقع مدينة دمياط في شمال مصر أثرًا كبيرًا على توجيه وتشكيل مسارها الأخلاقي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، على اعتبار أنها ثغر تعتاده عناصر بشرية مختلفة الغاية والمشرب والمنشأ والغرض من نواحي مصر المختلفة ومن خارجها من الشام والأناضول وجزر المتوسط وجنوب أوروبا، فمنهم مصريون من البحاروة والصعايدة على اتساعهم وتعددهم وتنوعهم، ومنهم مغاربة وشوام وفلسطينيون وروم وأتراك وفرنسيون وقبارصة وبنادقة وروادسة وإنكليز وكريتلية أي من كريت ومن راجوزة والبندقية ونابولي ومالطة ونواحي اليونان والبلقان والأناضول وسواحل البحر الأسود، على اعتبار وظيفتها التجارية وكونها ميناءً هامًّا ومركزًا من مراكز التجارة الداخلية والخارجية والمتوسطية والصناعية الهامة عبر تاريخها الطويل.
و تناولت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية في عددها الصادر أخيرًا, تأريخًا لمدينة دمياط من خلال سرد لتاريخها من خلال المؤرخ المصري المتخصص في التاريخ العثماني, الدكتور عبد الحميد سليمان.
ويقول سليمان "إن دمياط أو تامياتى (تامحيت) أو (ثامياتس) أو (تم آتي) تعني بالقبطية مدينة مجرى المياه، أما اسمها العربي (دمياط) الذي اشُتهرت به فقد التحم بها بعد الفتح الإسلامي لمصر، وبقي كما كان على عهده. تتميز المدينة بروعة موقعها، وكونها ميناءً ومدخلاً رئيسًا لمصر ولجت منه تجارة مصر مع البلدان المتشاطئة معها على البحر المتوسط. كما ولجت منه حملات الطامعين في إخضاع مصر عبر تاريخها الطويل، ولذلك هي حالة خاصة على اعتبار مكانتها التي كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد القاهرة؛ من حيث حجمها وسكانها وأهميتها كميناء يمثل المنفذ الهام والرئيس لمصر".
ويتحدث  الدكتور سليمان عن المجتمع الدمياطي واصفًا إياه بأنه مجتمع متعدد الوظائف يعشق العمل والكسب والاجتهاد؛ تنوعت حرف أهله  قبل أن تتمترس وراء صناعة الأخشاب والأثاث والحلوى، ولا تبقى بعد ذلك إلا بعض الحرف الخدمية البسيطة. ومن الحرف القديمة في دمياط الشعراء والأدباء في المقاهي والمحدثون الذين كانوا يروون السيرة النبوية والسير الشعبية لأبي زيد الهلالي، ودياب بن غانم، والزناتي خليفة، والسلطان حسن بن سرحان، والجازية، وحكايات وألاعيب علي الزيبق، وعثمان بن الحبلة وغيرها. وتلك الفنون هي التي انحدر من مدرستها بعد ذلك فنانو دمياط وصوادحها رياض السنباطي ونجاة علي، وعباس البليدي، وغيرهم.
أما عن الحلوى الدمياطية فيقول الدكتور سليمان "إن صناعة الحلوى الدمياطية الشهيرة كانت تمثل الصناعة الثانية في دمياط بعد صناعة الأثاث؛ مدينة لطوائف الحلوانية والزلبانية والشرباتلية والكنفانية التي أسست جذور وأسرار تلك الصناعة التي تميزت بها دمياط وغدت مشهورة بها في كل مكان".
وقد اعتمدت جذور الصناعات الخشبية التي وصلت بالأثاث الدمياطي إلى الذروة على المستوى العالمي والمحلى الذي انتقل نقلته الكبرى في أربعينات القرن المنصرم على ما يزخر به ظهير دمياط الريفي من أشجار الجميز والزنزلحت وغيرها التي كانت توفر أخشابًا جيدة لصناعة السواقي والأبواب والشبابيك. والأهم من ذلك كانت صناعة المراكب الملاحية والنيلية من قياسات وأغربة وفلايك وسنابك وزهريات بدمياط وعزبة البرج والقرى المنسدحة على ضفتي النهر؛ حيث اقتضتها الحاجات الملحة على اعتبار موقع دمياط على النيل والبحر المتوسط.
ثم تقبل دمياط في نهايات القرن المنصرم وإلى الآن على عهد جديد، واستعادة لدور وآماد كبرى مع إنشاء ميناء دمياط الجديد. وبعد كد وجهد أضحى حقيقة واقعة تزدهي بها القلوب وتستنير العقول. وافتتح أمام حركة الملاحة الدولية عام 1986م بطاقة استيعابية قدرها 5,6 مليون طن وصلت إلى 13,2 مليون طن خلال عام 1997 بما يعادل زيادة قدرها 236 في المائة كمرحلة أولى من 3 مراحل. وقد أصبح ميناء دمياط على ذلك أهم موانئ شرق البحر المتوسط. وتردفه غير بعيدة عنه مدينة دمياط الجديدة توأم دمياط التاريخية وعروس المدن المصرية الجديدة الذي ينتقل بها ومعها وبدمياط وأهلها والسالكين طريقها إلى مستقبل رحيب وآمال وآماد لاتعد.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الكنفدرالية المغربية للسياحة تُؤكد الانخراط الكامل في طموحات "رؤية…
وزيرة السياحة المغربية تؤكد أن "رؤية 2030" تُخطط لمضاعفة…
فاطمة الزهراء عمور تُؤكد أن المملكة تَطمح لمُضاعفة عدد…
انتقادات لغلاء أسعار الفنادق والإقامات السياحية خلال الصيف في…
مطار الحسن الأول في العيون يسترجع 76% من حركة…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة