دبي - المغرب اليوم
واصل المؤتمر الأول للأمراض المزمنة غير السارية الذي تنظمه جائزة حمدان الطبية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فعاليات يومه الثاني في فندق "إنتركونتيننتال فيستيفال سيتي" في دبي، بمشاركة حوالي 900 طبيب ومتخصص في قطاع الرعاية الصحية من 11 دولة. ويناقش المؤتمر خمسة أمراض مزمنة غير سارية هي السكري والسرطان والقلب والكلى وأمراض
الجهاز التنفسي، والتي تتشارك في ما بينها في عوامل الخطورة المسببة لها، كما أن الإصابة بأحدها يزيد من احتمالات الإصابة بالآخر.
وتَتَضَمَّن فعاليات المؤتمر، الجمعة واليوم السبت، 6 جلسات علمية و26 محاضرة تناقش مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، وانعكاساتها على الصحة العامة وواقع مرض السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعوائق التي تحول دون التصدي للسكري، والخطط الحكومية للتصدى للسمنة.
ويَستعرِض المؤتمر الإستراتيجية القومية لتبني دليل منظمة الصحة العالمية لتقليل معدلات استهلاك الملح والدهون، والتحكم في ضغط الدم، والمنظور الطبي الموجه لصانعي القرار بشأن تفعيل سياسات السيطرة على الأمراض المزمنة غير السارية، وأهمية ممارسة النشاط البدني، والعلاجات الدوائية الجديدة للتعامل مع السمنة، وعلاقة اضطرابات التنفس أثناء النوم مع الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وأمراض السرطان في الإمارات، وسبل الوقاية منها، ومحاربة التدخين، بالإضافة إلى أهمية الوقاية من أمراض الكلى المزمنة، وتجربة إمارة أبو ظبي في هذا المجال.
وأوضحت مديرة الرعاية الصحية الأولية في منطقة دبي الطبية ورئيسة برنامج مكافحة التبغ في دبي الدكتورة وداد الميدور خلال المحاضرة التي ألقتها، الجمعة، أن استخدام التبغ في مجتمعاتنا أصبح يُعتبر تهديدًا متناميًا لصحة أمتنا، لافتة إلى أن أطفال المدارس على سبيل المثال لا يدركون حقيقة أن المدواخ هو التبغ، منبهة إلى خطور تزايد عدد الطلاب المدخنين.
وأعربت عن فخرها بدعم حكومة دولة الإمارات لإصدار قوانين مكافحة التبغ، موضحة أن جميع إمارات الدولة تعكف على تنفيذ اجراءات مكافحة التبغ، بل تجاوزت الحد المطلوب، وأن مارة دبي رائدة في تأمين أماكن عامة خالية من التدخين، مشيرة الى أهمية دخول لائحة التبغ حيز التنفيذ، في مجال مكافحة التبغ في دولة الإمارات.
وأكَّدَ رئيس جمعية الإمارات للسكري وعضو اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدكتور عبد الرزاق علي المدني خلال محاضرته أنه ينبغي العمل على تعزيز سبل الوقاية الأولية من مرض السكري، من خلال إعادة النظر في البيئة المحيطة بنا، من حيث أسلوب تصميم المدن وتخطيطها، وكذلك الحياة اليومية في المدارس، من أجل تشجيع المجتمع على اتباع أسلوب حياة صحي، نشجع من خلاله أبناءنا على تناول أصناف صحية من الطعام، مشيرًا إلى إن السمنة لدى الأطفال باتت مشكلة كبرى، كما أنها آخذة في التفاقم، وعلينا مواجهتها.
وأعلن أنه يجب على أنظمتنا الصحية تعزيز الإنفاق على برامج التشخيص والعلاج المبكر، باعتباره استثمارًا رابحًا، ويندرج ضمن التدابير الرامية إلى التمتع بصحة جيدة، حيث إن تأخير الإصابة بمرض غير مُعدٍ – مثل داء السكري، - من سن 40 إلى سن 60 عاماً مثلاً سيكون له أثر إيجابي هائل على خفض معدل الإنفاق على هذا المرض، سواء للفرد أو النظام الصحي للدولة ككل.
ومن جانبه، أوضح رئيس جمعية القلب الإماراتية عضو اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدكتور علاوي الشيخ أن مكافحة أمراض القلب هي مسؤولية اجتماعية وجزء من الحل، مبينًا انه من غير المقبول الصمت على هذه الإحصاءات المخيفة لمصير أطفالنا، ومؤكدًا أن بناء مجتمع ذي قلب سليم يبدأ قبل بناء عيادة طبيب القلب، وعلى هذا فإن الوقاية يجب أن تبدأ من قِبل الفرد في المنزل كما في العمل.
وأشار رئيس جمعية الإمارات لأمراض الجهاز التنفسي وعضو اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدكتور بسام محبوب إلى أن الوقوف على إحصاءات الأمراض غير المعدية هي إحدى الخطوات الأساسية لمواجهتها.
وأوضح "لقد حان الوقت لتجتمع كل الهيئات الصحية ووزارة الصحة لإنشاء سجل وطني لكل تلك الأمراض المزمنة، أما الأفضل من ذلك فهو النزول في أوساط المجتمع للوقوف على مدى شيوع الإصابة بهذه الأمراض في بلدنا".
ومن جهتها، أكَّدَت رئيسة جمعية الإمارات لأمراض الكلى وعضو اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر الدكتورة منى الرخيمي أن عدد المرضى المصابين بأمراض كلوية مزمنة آخذ في التزايد في كل مكان وفي بلدنا أيضًا، وآن الأوان لاستئصال أسباب تلك المشكلات.
وبدوره، أكَّد رئيس قسم خدمات الأورام في مستشفى المفرق وعضو اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الدكتور علاء الدين المعراوي على ضرورة تنفيذ خطة استراتيجية للسيطرة على الأمراض غير المعدية والوقاية منها.
وتضُمُّ فعاليات المؤتمر تنظيم خمس ورش عمل لتدريب المتخصصين على تقييم حالات المرضى المصابين بهبوط فى القلب عن طريق تصوير القلب، بالتعاون مع جامعة "بادوا " الإيطالية، إلى جانب التدريب على استخدام أجهزة المحاكاة في التعامل مع حالات الرجفان الأذيني والإجراءات التدخلية وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
ويُذكر أن منظمة الصحة العالمية شاركت في الفعاليات، الخميس، من خلال تنظيم منتدى ما قبل المؤتمر والذي ناقش الجوانب الصحية العامة للأمراض غير السارية، واشتمل على أربع جلسات علمية تضمنت 11 محاضرة تم خلالها استعراض البرنامج الإماراتي للحد من انتشار هذه الأمراض، وسبل تفعيله على أرض الواقع، في ظل برنامج المنظمة للتصدي للأمراض المزمنة غير السارية في منطقة شرق المتوسط، وتجارب بعض الدول للوقاية والحد من هذه الأمراض.
ويشارك في تنظيم هذا المؤتمر وزارة الصحة وهيئتا الصحة في دبي وأبو ظبي إلى جانب جمعية الإمارات للسكري وجمعية القلب الإماراتية وجمعية أمراض الكلى وجمعية الإمارات لأمراض الجهاز التنفسي وقسم خدمات الأورام في مستشفى المفرق، وبمشاركة متميزة من منظمة الصحة العالمية.