واشنطن ـ عادل سلامة
وجد باحثون أميركيون أنّ الأطفال المنتمين لأسر منخفضة الدخل في عمر 9 أعوام، كان رّد فعلهم مختلف فيما يتعلق بالمشاعر السلبية حينما أصبحوا بالغين. وأجرى الأطباء فحوصات الرنين المغناطيسي "إم آر آي " على أولئك للذين بلغوا 24 عامًا، ووجدوا أنّ حوالي نصفهم كان لديهم 9 أعوام حينما كانوا يعيشون في منازل فقيرة.
وإثناء قيامهم بفحوصات الرنين المغناطيسي، سأل الباحثون المتطوعين لقمع أي مشاعر
سلبية لديهم، كدليل على قدرتهم اليومية لكبح الضغط والمشاعر السلبية. ثم فحصوا نشاط الدماغ.
فكشفت الاختبارات أن هؤلاء الأشخاص لديهم نشاط زائد في لوزة المخيخ، وهي منطقة في المخ تُعرف بدورها في مشاعر الخوف والمشاعر السلبية الأخرى. وأظهر هؤلاء الأشخاص نشاطًا أقل في مناطق قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة الموجودة في المخ، ويعتقد أنها تتحكم وتسيطر على المشاعر السلبية.
وربطت هذه المشاكل مع هذه الأجزاء من المخ باضطرابات المزاج بما في ذلك الاكتئاب والقلق والعدوان.
وأكدّ أستاذ الطب النفسي في جامعة إلينوي الدكتور كيه لوان فان، في كلية الطب شيكاغو ومؤلف كبير في هذه الدراسة، أنّه "من المعروف أنّ الآثار السلبية للفقر يمكن أنّ يكون لها مجموعة من العوامل الخطر المتزايدة لدي الأطفال على تطور مشكلاتهم النفسية والجسدية في مرحلة البلوغ ". وأوضح أنّه حتى الآن، لم يعرف كيف يؤثر الفقر أثناء مرحلة الطفولة على وظيفة الدماغ، ولاسيما في تنظيم العواطف، إذا كان الشخص غير قادر على التحكم في المشاعر السلبية، ويمكن أنّ يؤدي الضغط عليها بالتأثير على الصحة الجسدية.
ولعل النتيجة الأكثر أهمية، التي أكدّها الدكتور فان، هي أنّ كمية التوتر المزمنة منذ مرحلة الطفولة حتى أعوام المراهقة، مثل سوء السكن، والازدّحام، والضوضاء، والضغط مثل الطلاق أو العنف، تحدد العلاقة بين الفقر أثناء الطفولة وكيف يتحكم الدماغ في العواطف.
ونشر البحث على الانترنت في دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم".