واشنطن - عادل سلامة
قال باحثون من الولايات المتحدة و ألمانيا "إن محافظة النساء على ممارسة الرياضة خلال فترة الحمل يساعد على جعل قلوب أطفالهن أكثر صحة، و إن الأشخاص الذين تمارس أمهاتهم الرياضة أثناء الحمل ستكون أوعيتهم الدموية أكثر صحة عند الكبر"، حيث يعتقدون أن ممارسة الرياضة يمكن أن تبرمج شرايين الطفل لمقاومة مشاكل القلب، وبينما كشفت دراسات سابقة أن النساء يمكن أن يحسّن صحة أطفالهن من خلال ممارسة
الرياضة أثناء الحمل، فإن هذا هو الدليل الأول على تواجد آثار إيجابية يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ.
وتُوصي المبادئ التوجيهية الحالية النساء الحوامل بالتمرين لمدة ثلاثين دقيقة على النشاط البدني المعتدل في معظم إن لم يكن جميع أيام الأسبوع .
يٌنصح النساء أنه كلما كن أكثر نشاطا ولياقة أثناء الحمل ، كلما سهل ذلك عليهم عملية الولادة وساعدهم على العودة إلى الشكل الطبيعي بشكل أسرع بعد وصول الطفل .
بينما لم تذكر أبحاث NHS"" أي شيء عن المزايا المحتملة للطفل عند ممارسة أمه الرياضة أثناء الحمل.
لكن العلماء من الولايات المتحدة و ألمانيا من خلال أحدث أبحاثهم يقولون "إنهم توصلوا إلى أدلة على أن ممارسة الأمهات للرياضة خلال فترة الحمل يمكن أن يدرب شرايين المواليد على مقاومة مشاكل القلب بشكل أفضل في المستقبل .
وهم يأملون ان أبحاثهم - التي اختبروها على الخنازير - سوف تؤدي في النهاية إلى نفس النتائج بشأن الفوائد الطويلة الأجل في البشر.
و يقول الدكتور شون نيوكمر، من جامعة سان ماركوس في الولايات المتحدة الأميركية ، و الدكتور مارتن باهلس، من جرايفسفالد في ألمانيا "دراستنا الأولى التي تثبت أن ممارسة الأمهات الرياضة خلال فترة الحمل تؤثر بشكل ملحوظ على وظيفة الأوعية الدموية في الأبناء الراشدين" .
وأضافا "إن الدراسات السابقة حددت "البطانة" ، وهي الطبقة الوحيدة الخلية المبطنة لجميع الأوعية الدموية ، تتدخل في برمجة أوعية الجنين".
لكن دراساتنا ، بينت العكس، وأن العضلات الملساء في الأوعية الدموية تتغير بشكل ملحوظ في الاطفال عندما يبلغون إذا ما كانت أمهاتهن تمارسن الرياضة أثناء الحمل ".
و أجريت التجارب على الخنازير الحوامل اللاتي كان يتم تدريبهن لمدة تتراوح بين 20-45 دقيقة لمدة 5 أيام في الأسبوع – نفس الفترة التي يوصى بها الأطباء الأمهات الحوامل في الولايات المتحدة و أوروبا .
قام بعدها العلماء بفحص وظائف الأوعية الدموية في الشرايين الفخذية من ذرية هذه الخنازير الحوامل في مرحلة لاحقة بكثير على الميلاد .
ووجدوا أن أولئك الذين مارست امهاتهم الرياضة لديهم أوعية دموية تعمل بشكل أفضل مقارنة بذرية أولئك الأمهات اللواتي لم يمارسن الرياضة .
ويأتي التأثير من تغيير كبير جرى في العضلات الملساء في الأوعية الدموية المبطنة للشرايين ، وهو أمر حيوي لصحة القلب والأوعية الدموية .
وركزت الدراسات السابقة فقط على تأثير الرياضة على الذرية في سن مبكرة ، لذلك هذه هي الدراسة الأولى التي تثبت ان آثار التمرينات تمتد على الأبناء الراشدين.
وأجري الاختبار على الخنازير لان لديهم استجابات مثل الإنسان للنشاط البدني و يمكن تدريبهم لممارسة الرياضة ، في حين تجنب اللجوء لهم الوقت والقيود الأخلاقية لإجراء الاختبارات طويلة المدى على البشر.
ويقول الطبيبان نيوكمر وباهلس "النتائج التي توصلنا لها قد تساعد على وضع مبادئ توجيهية تمكّن المرأة من اتخاذ أفضل القرارات بالنسبة لها ولأطفالها من خلال توفير خيارات صحية قائمة على حقائق علمية".
وأضافا " النشاط البدني يمكن ان يعمل من خلال مسارات متعددة وهو الأمر الذى يعتمد على نوع ومدة وكثافة و تباعد فترات ممارسة الرياضة.
وتابعا " وعلاوة على ذلك، فمن الضروري أن تركز البحوث المستقبلية على فحص الدورة التاجية وتحديد تأثير التغييرات التي تطرأ على وظيفة الأوعية الدموية في النسل على قابليتهم لأمراض القلب والشرايين".