كولونيا - المغرب اليوم
تشهد مدينة كولونيا الألمانية قمة فريدة تجمع أشهر طهاة العالم والتي تبحث في مستقبل الطهي الراقي وفنون زيادة متعة الطعام من خلال الإعداد والتقديم. ثقافة الطعام الأنيق في طريقها إلى الاندثار والشباب يحددون ثقافة المستقبل. انها ليست قمة عادية تلك المنعقدة في كولونيا بغرب ألمانيا هذه الأيام والتي تدرس سبل تحسين الطهي وفنون التقديم على الورق فحسب، بل أنها قمة يعرض المشاركون فيها
أحدث ابتكاراتهم في مجالي الطهي وتقديم الطعام إلى الزبائن. وإذا كان الجيل المتقدم في العمر قد حدد حتى ألان إطار ثقافة الطعام في ما تعرف بمعابد الطعام، أي المطاعم الراقية، فأن جيل الشباب هو الذي سيحدد مستقبل ثقافة المطاعم، حسب رأي النقاد في مجال الطهي يورغن دولاسي. ويضيف الخبير أنه يتوقع أن ينتهي قريبا الاتجاه السائد الحالي الذي يركز على الأطعمة الراقية التي تقدم في ما تعرف "بمعابد الطعام الأنيقة" والتي تعني تلك المطاعم الراقية والأنيقة.
وقدم الطاهي السويسري دينيس مارتن الحلوى بمساعدة بالون. يوضع هذا البالون المنتفخ في وعاء به نيتروجين سائل لينكمش. وبعد ذلك يتم إخراج البالون من الوعاء فيبدأ في التمدد ببطء في درجة حرارة الغرفة قبل أن يتم فرقعته بإبرة ليكشف عن قطعة من الشوكولاته بداخله. هذا مجرد مثال على الكيفية التي يجمع بها مارتن بين المتعة وتناول الطعام. إنها طريقة طعام المستقبل.
ويعتقد الناقد الغذائي أن "ثقافة الطهي الحالية وزبائنها الطاعنين في السن في طريقهم إلى الاندثار". فيما لا يرغب جيل الشباب في تناول العديد من الأطباق التي ينظر إليها بتقدير كبير في الوقت الراهن. في مواجهة هذا النفور عن الطعام الراقي والمتعدد الأنواع والأطباق يحاول مارتن إعادة إنتاج الثقافة الطاعنة في السن وتقديمها بطرق جديدة. فمثلا هناك الرسالة المفاجئة للزبون بين أطباق مارتن والتي تعتمد على "مظروف مغلق" والذي يحتوي على صدر حمامة معبأ داخل كيس بلاستيكي مفرغ من الهواء يتم طهيه لمدة 12 ثانية في الميكروويف. يفتح الزبون الرسالة ليجد طبقه المفضل. وهو ما يعد بمثابة مفاجأة للزبون. وربما تكون المفاجأة أكبر وأجمل لو حصل كل جائع في العالم على رسالة مماثلة. بيد أن ملف الجوع في العالم غير مطروح على جدول أعمال قمة الطهاة.