واشنطن - الدار البيضاء اليوم
استخدام تقنية حديثة من الألياف البصرية، قام باحثون بمسح الذكريات بشكل انتقائي من أدمغة الفئران المدمنة على المورفين، في ما قد يثبت أنها علاج ثوري في المستقبل لإدمان المخدرات، وغالبا ما يكون الدافع للانتكاس هو الرغبة في تخفيف الأعراض الحادة للانسحاب مثل الغثيان والقيء والألم والتقلصات.
ويمكن أن يكون كل من "النشوة" أو "المكافأة" وأعراض الانسحاب، بمثابة إشارات ذاكرة قوية تؤدي إلى السلوك القهري والإدماني وتسبب الانتكاس، ولكن ماذا لو تمكنا من استهداف و"محو" هذه الذكريات، وإزالة جميع الآثار العصبية للإدمان على المخدرات؟
وأوضح شياوكي تشين، أستاذ علم الأحياء المساعد في كلية العلوم الإنسانية والعلوم بجامعة ستانفورد: "لمنع الانتكاس، نحن بحاجة حقا للتعامل مع الانسحاب".
ويقترح العلماء معالجة الإدمان بشكل عام كمشكلة في الذاكرة، ومن خلال مقاطعة المسار العصبي المسؤول عن الذكريات المرتبطة بالأفيون في أدمغة الفئران، أثبتوا أنه يمكن أن يكون خيارا قابلا للتطبيق ونهجا جديدا محتملا لعلاج وباء الأفيون الذي دمر عددا من الدول حول العالم.
وفي تجربتهم، التي نشرت تفاصيلها في مجلة Neuron، وضع الباحثون الفئران في غرفة ذات جانبين، مع إشارات ملموسة ومرئية لتمييزها عن بعضها البعض. وتم إعطاء مجموعة منها محلولا ملحيا خاليا من المخدرات، والأخرى، جرعة صغيرة من المورفين.
ووقع تكييف الفئران على مدار أربعة أيام فيما يتعلق بأي جانب من الغرفة يحتوي إما على المحلول الملحي أو المورفين. وبحلول اليوم الخامس، كانت الفئران بحاجة إلى المخدرات.
وهذا هو المكان الذي تدخل فيه عقدة في الدماغ تعرف باسم المهاد المجازي البطيني (PVT)، والتي تربط مناطق متعددة من الدماغ تشارك في عملية إدمان المخدرات.
وباستخدام تقنية الألياف الضوئية، القائمة على الضوء للتحكم بدقة في نشاط المسارات العصبية المختلفة، وجد الباحثون أنه من خلال "إيقاف" مسار PVT المعروف أنه مرتبط بالانسحاب، طمسوا تفضيل الفئران لاتجاه مكان المورفين في التجربة.
وفي اليوم التالي، دون أي تدخل، لم تعد الفئران تظهر أي تفضيل لمكان المورفين في الغرفة. وأظهرت الإشارات البيئية المستخدمة في بداية التجربة تأثيرا ضئيلا أو معدوما على سلوك الحيوانات، كما لو أن الفئران نسيت كل شيء عن المخدر، آثاره الإيجابية والسلبية.
ويعتقد الفريق أن الوقت والمكان أساسيان لنجاح العلاج، ويجب أن يكون الحيوان في البيئة المرتبطة بالذاكرة (في هذه الحالة، الغرفة ذات الجانبين) ويجب أن يخضع للانسحاب حتى تمحى الذاكرة بشكل فعال.
وقال تشين: "يجب إعادة تنشيط الذاكرة أولا لتوفير فرصة للتلاعب الدقيق بالذاكرة. إننا لا نريد محو الذاكرة بالكامل، نريد فقط محو الجزء المرتبط بالمخدر".
وسارع تشن إلى التأكيد على أن العلاج في هذه المرحلة "ليس عمليا ولا ملائما لعلاج إدمان المخدرات لدى البشر". ومع ذلك، ادعى الباحثون أن التقنية قد تترجم يوما ما إلى علاج دائم للأشخاص المدمنين على المواد الأفيونية.
قد يهمك ايضا