واشنطن - الدار البيضاء اليوم
أفاد أطباء في إسرائيل مؤخرا أن ست نساء مصابات باضطرابات المناعة الذاتية تعرضن لطفح جلدي مؤلم يعرف باسم الهربس النطاقي عقب تلقي لقاح فايزر.
وقالت الأنباء إن الإصابات حدثت بعد 3 إلى 14 يوما من تلقي النساء الجرعة الأولى أو الثانية من لقاح "كوفيد-19" من شركة فايزر، ما أثار انتقادات واسعة، بينها دراسات صغيرة تحذر من أن لقاحات "كوفيد-19" قد تعيد تنشيط فيروس جدري الماء في مرحلة الطفولة، ما يؤدي إلى تفشي الهربس النطاقي لدى البالغين.
ولكن هذا، وفقا للخبراء، يشبه الاستنتاج القائل: لأن الديك يصيح عند الفجر كل يوم، فإن الشمس تشرق.
وقال ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل، وهو أيضا مسؤول اتصال مع اللجنة الاستشارية للتحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: "إنها مغالطة منطقية، سقط الأطباء الإسرائيليون في هذا الفخ لأن التطعيم ضد فيروس كورونا وتفشي الهربس النطاقي كانا متصلين في الوقت المناسب".
وحتى الإسرائيليون، الذين نشروا الدراسة في مجلة Rheumatology، أقروا بأن "تصميم الدراسة ليس منظما لتحديد علاقة سببية".
ويمكن الوقاية الآن من جدري الماء باللقاح، ولكن من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1995 يعانون من عدوى الطفولة، والتي تظهر على شكل بثور حمراء مثيرة للحكة. ويعد الفيروس، المسمى بجدري الماء النطاقي، جزءا من عائلة فيروس الهربس، والتي تشمل فيروس الهربس التناسلي الذي يسبب العدوى المنقولة جنسيا.
وبعد زوال جدري الماء، يختبئ الفيروس في الأعصاب، ويكون جاهزا للظهور مرة أخرى بعد سنوات أو عقود لاحقة مثل الهربس النطاقي (أو كما يعرف بالقوباء المنطقية).
وتعد القوباء المنطقية شائعة جدا لدرجة أن هناك فرصة واحدة من كل 3 لتطويرها بحلول سن الثمانين، إلا إذا حصلت على Shingrix، لقاح GlaxoSmithKline البالغ من العمر 4 سنوات والذي يكون فعالا بنسبة 90% في الوقاية منه.
ولم تحصل أي من النساء الإسرائيليات الست، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 36 و61 عاما، على لقاح Shingrix.
وليس واضحا بعد ما الذي يجعل الهربس النطاقي يتفشى، لكن تم ربط حالات تفشي المرض بشيء نشعر به جميعا أثناء الوباء، وهو الإجهاد.
وهناك عامل خطر آخر، وهو ضعف جهاز المناعة. وكانت جميع النساء الست مصابات بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وكن يتعاطين أدوية تثبط جهاز المناعة.
كيفية التمييز بين الدليل والصدفة
كان شافنر يتلقى رسائل بريد إلكتروني من مرضى أصيبوا بالهربس النطاقي بعد وقت قصير من تلقي لقاح "كوفيد-19". وقال: "إنهم مقتنعون تماما بوجود علاقة سببية".
وقال شافنر: "إذا كان المعدل أعلى بشكل ملحوظ في السكان الذين تم تلقيحهم، فمن المحتمل أن تكون هناك علاقة سببية. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهذه محض صدفة".
وحتى لو كان المعدل أعلى، فإن الخطوة التالية ستكون إجراء دراسات معملية على عينات المرضى للعثور على دليل بيولوجي.
وأعطت إسرائيل، من خلال أحد برامج التطعيم، جرعة واحدة على الأقل من لقاح فايزر ذو الجرعتين لأكثر من نصف السكان، أو 4.7 مليون شخص. (تم تلقيح 40% تقريبا). وبالنظر إلى مدى شيوع الهربس النطاقي، فإن ست حالات من أصل 4.7 مليون ليست علامة منذرة بالخطر.
قد يهمك ايضاً :