الرباط - الدار البيضاء اليوم
يشرف الملك محمد السادس، بشكل شخصي على أكبر عملية تلقيح ضد كوفيد19 والتي أعطى انطلاقتها بعد الانتهاء من نتائج التجارب السريرية.فبعد أن أحيط الملك علما بالوضعية الوبائية في المغرب، أعطى توجيهاته، من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة، مع إعطاء اولوية للفئات الهشة وجنود الصف الأمامي من العاملين بقطاع الصحة والأمن ثم رجال التعليم.وتشكل حملة التلقيح المرتقبة ردا حقيقيا من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة، ووفاء للمقاربة الملكية الاستباقية المعتمدة منذ ظهور هذا الفيروس.
الملك محمد السادس كان قد بحث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، الشراكة بين البلدين في مجال محاربة كوفيد 19، حيث أثمرت المباحثات عن توقيع اتفاقية بخصوص تعميم اللقاح الصيني في المغرب، وتشكيل لجنة علمية لتتبع نتائج التجارب السريرية.وبدأت استعدادات المملكة لهذه العملية منذ مارس الماضي، حيث شاركت الصين التجارب السريرية ب600 مواطن مغربي، فأظهرت النتائج الأولية نجاعة اللقاح بعدم ظهور أعراض خطيرة للمتطوعين، مما فتح باب الأمل للتلقيح في بلدنا للحد من انتشار فيروس كورنا بالمغرب.
وفق مسؤول بوزارة الصحة، فإن التلقيح الذي سوف يعمم من إنتاج الصين هو تلقيح “كورونافاك”.، فيما يرتقب أن يتم التلقيح على جرعتين وستشمل جميع مناطق المملكة نهاية السنة الجارية، كما أنه سيتم تحديد الطريقة التي سيستفيذ منها الفئات الهشة من التلقيح بتعاون مع وزارة الداخلية.عملية التلقيح التي ستشمل جميع مناطق المغرب ستبدأ من حاضرة الدار البيضاء الكبرى، في القاعات الرياضية المغطاة، على غرار اجراء امتحانات الباكالوريا، وذلك لضمان ولوجية أسهل واستفادة لأكبر عدد من المواطنين في ظروف مناسبة تحترم البروتوكول المعمول به لتفادي الازدحام ونقل عدوى فيروس كورونا.
من جهته قال محمد جمال البوزيدي، الطبيب المختص في الأمراض الصدرية والربو بالرباط، في تصريح ل”الأيام24″، أنه في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في المغرب، فلم يعد السبيل لتجاوز أزمة كوفيد19 سوى اللقاح الذي أثبتت النتائج السريرية نجاعته.وأوضح البوزيدي، أن كورونا تسببت في حدوث آثار اجتماعية واقتصادية ومالية خانقة، مبرزا أن الأدوية التي تستعمل لعلاج أعراض كورونا لم توقف زحف كورونا، وهو ما استدعى استعمال اللقاح الذي أصبح ضروريا خاصة بالنسبة للفئات الهشة والأفراد في الصفوف الأولى,
وأضاف البوزيدي أن إنتاج لقاح كورونا يمر من عدة مراحل تهم أولا التجارب في المختبر ثم على الحيوانات ثم الإنسان، كما أن ثلاث مراحل أخرى تعقب هذه المراحل على الإنسان، حتى يتم الوقوف على فعالية اللقاح والتأكد من أنه آمن على صحة الفرد.يوضح البوزيدي، أنه هنا وفي بعض البلدان وتحت ضغط الظروف الحالية لأزمة كورونا، تم اختزال بعد الفترات، من أجل إنتاج اللقاح، حيث أكدت الصين على فعاليته لمدة ثلاث سنوات ومضاعفاته خفيفة أو متوسطة، كما أعلن رئيس مجموعة “سينوفارم” الدوائية الصينية أن لقاح كورونا الذي وصل محطته الأخيرة من الاختبارات أثبت نجاعته على نحو 56 ألف شخص.
وزاد الخبير البوزيدي بالقول في حديثه للموقع، أن هذه الفترة التي أعقبت ظهور الفيروس غير كافية بأن نقول أن اللقاح آمن بشكل مطلق، لكن عموما فهو آمن وجاهز وهو أخف الضررين لاستعماله لمواجهة انتشار كورونا وفتكه بالإنسانية.في ذات السياق أكد البوزيدي، أن توفير اللقاح للجميع في وقت وجيز لجميع المغاربة غير ممكن في هذه اللحظة، مشيرا أنه سيتم على مراحل، كما أنه سيتم إعطاء الأولوية للجيش والأمن والصحة والفئات الهشة كما أكد على ذلك بلاغ الديوان الملكي، وهذا سيتطلب مزيدا من الوقت وعدم الاستعجال.
قد يهمك ايضا: