الرباط - الدار البيضاء
انخفض عدد التبرعات بالأعضاء بشكل كبير في الموسمين الماضيين بسبب ظروف الجائحة العالمية، إذ تعذّر على الأسر وهب الأعضاء بسبب الخوف من الإصابة بفيروس “كوفيد-19″، وانشغال الجسم الصحي بعلاج مرضى الفيروس التاجي.وحسَب مصادر مهنية فقد انقطعت عمليات زرع الأعضاء في حالات الوفاة أو الموت الدماغي، وهو ما أدى إلى تفاقم معاناة المرضى المحتاجين إلى أعضاء بشرية جديدة، مسلطة الضوء مرة أخرى على النقص الحاد في ثقافة التبرع بصفة عامة، سواء تعلق الأمر بالدم أو الأعضاء.
ويعتبر التبرع بعضو بشري أو الإيصاء به عملا مجانيا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤدى عنه أجر، أو يكون محل معاملة تجارية، تبعاً لمضامين القانون 98-16 المتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها، إذ يُعاقب كل المخالفين للمقتضيات القانونية المعمول بها في البلد.
وفي هذا الصدد، قالت سامية العلمي، رئيسة الجمعية المغربية للتبرع بالأعضاء والأنسجة، إن “مشكل التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية مطروح بالمغرب قبل حلول الجائحة، لأن ثقافة التبرع ضعيفة للغاية بالمقارنة مع الدول الأوروبية، وحتى مع بلدان الجوار على غرار تونس”.
وأضافت العلمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المستشفيات موجهة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، ما أدى إلى إنهاك الأطر الصحية، لكن رغم ذلك يتم استقبال أي شخص يرغب في التبرع بأعضائه”، لافتة إلى أن “ضعف الموارد المالية يحول دون ذلك إثر التداعيات الاقتصادية للجائحة”.
وأوضحت الفاعلة المدنية أن “العديد من الأفراد يصطدمون بعوائق أثناء عملية التبرع بالأعضاء، أبرزها غياب ومحدودية التغطية الصحية، لأن الشخص المتبرع بعضو أو نسيج بشري معين يتحمل تكاليف التحاليل الطبية المتعددة قبل وبعد عملية التبرع، لاسيما إن كان يتابع العلاج بخصوص مرض معين”.وأشارت المتحدثة إلى أن “البعد الجغرافي يحول كذلك دون عملية التبرع بالأعضاء، خاصة الأشخاص القاطنين بالبوادي، إذ يلزمهم التنقل يومياً إلى المستشفيات المركزية بغية القيام بالتحاليل الطبية، ومتابعة حالتهم الصحية من طرف الأطباء المتخصصين”.
وأبرزت العلمي أن “الحكومة مطالبة باعتماد إستراتيجية تواصلية واضحة المعالم حتى يدرك المواطن مختلف مراحل عملية التبرع بالأعضاء، وبالتالي يتوفر على المعلومات القانونية والطبية المتعلقة بذلك”، مؤكدة أن “المغرب يتوفر على كفاءات طبية عالية لا تتوانى عن القيام بمهامها النبيلة دون كلل أو ملل”.وخلصت رئيسة الجمعية المغربية للتبرع بالأعضاء والأنسجة إلى أن “بعض الإشاعات والأفكار المغلوطة لا تشجع الناس على التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية، من قبيل المتاجرة بالأعضاء، أو تحريم التبرع بالأعضاء”، موردة أن “الجمعية لا تتوفر على أرقام مضبوطة بخصوص عمليات التبرع خلال الجائحة”.
قد يهمك ايضا
منظمة الصحة العالمية تحذر من استمرار ارتفاع حالات الإصابة
منظمة الصحة متخوفة من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر رمضان