الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الـ69

كان - المغرب اليوم

اتّسم اليوم الرابع لعروض مهرجان "كان" إلى حد كبير بأبعاد سياسية لم تكن متوقعة. غير أنها لم تكن - لحسن الحظ - من النوع الذي يؤثر في مسار المهرجان، أو حتى في المتعة التي بدأ الحضور يستشعرونها مع عرض مجموعة من الأفلام المنتظرة، وإن كان يمكن القول إن المميّز حتى الآن لم يكن كثيرًا.

نصف دزينة من أفلام قوية ليست شيئا كثيرا، لكنها تشكل متعة سينمائية حقيقية، خصوصًا إن كانت من النوع الذي اشتاق أهل المهرجان إليه. فإلى جانب الفيلم الروماني "سييرا نيفادا" لكريستو بيو، والألماني "طوني آدرمان"، والإنكليزي "أنا دانيال بليك"، ناهيك عن فيلم الافتتاح الذي أعاد وودي آلن إلى أحلى لحظاته، سيبدو حصاد العام الفائت – بالمقارنة – هزيلًا، على الأقل بالنسبة إلى الذين يحبون المقارنات.

طبعًا حين نتكلم عن السياسة لا نعني أن هذه الأفلام ليست سياسية، بل نعني أنها لا تعبأ بذلك النوع من "السياسة" الذي يشغل اليوم وسائل التواصل الاجتماعي العربية صاخبًا زاعقًا، مرة لأن إدارة المهرجان ارتأت إضافة فيلم عن البشمركة حققه الفرنسي برنار هنري ليفي الذي احتار وحيّر الناس في أمره؛ فهو ساعة سينمائي وأخرى فيلسوف وثالثة روائي ورابعة ثوري، من دون أن يفلح في اجتذاب مؤيدين عرب له! ومرة لأن مخرجة من عرب فلسطين هي مها الحاج أعلنت بلا مواربة أنها تقدّم فيلمها باسم إسرائيل "لأنني، شئت أم أبيت مواطنة في هذه الدولة وحصلت من سلطاتها على تمويل فيلمي". طبعًا كان هذا الكلام كافيًا لتتعرض المخرجة لهجوم المواقع إياها الساحق الماحق، ومرة ثالثة لأن فلسطينيا عرض بعض مشاهد فيلم يحققه عن "عملية ميونيخ"، أثار ثائرة بعض المنظمات اليهودية فطالبت إدارة المهرجان بمنعه، كما قال هو من دون أن يعلن أحد غيره ذلك!

كل هذا يشغل بال متابعي المهرجان، العرب دون غيرهم كما يبدو من الذين لا تهمهم الأفلام بقدر ما يهمهم الضجيج من حولها. والمؤسي أن هؤلاء أنفسهم حين جاءت السياسة الحقيقية في السينما التي ينبغي لها فعلًا أن تهمهم، صمتوا غير عارفين ما يتوجب قوله. هذه السياسة المتعلقة مرة أخرى بفلسطين تجلّت في الفيلم الإسرائيلي الذي عُرض في تظاهرة "نظرة ما" و"ما وراء الجبال والتلال" من إخراج إران كوليرن. وفي يقيننا أن في هذا الفيلم – من داخله وخارجه – ما يبدو جديرًا بوقفة حقيقية؛ وذلك تحديدًا لأنه يطرح وبقوة - وربما من دون أن يقصد - أسئلة مهمة حول المصير الذي آلت إليه السينما الإسرائيلية المعادية لحكم اليمين الإسرئيلي، على الأقل، أو حتى للبنيان الأيديولوجي نفسه الذي قامت عليه إسرائيل. واللافت أن كوليرن الذي قدّم قبل نحو 10 سنوات وفي "كان" تحديدًا واحد من أقوى وأجمل الأفلام في تلك الموجة التي من الأسف لم يلتقطها الجسم الثقافي العربي كما يجب و"يوظفها" في معركته مع فاشية الدولة الإسرائيلية، ونعني به فيلم "زيارة الفرقة"، يعود اليوم إلى "كان" بفيلم متراجع تمامًا من الناحية الفنية ومناقض لمواقفه القديمة من الناحية السياسية.

"ما وراء الجبال والتلال" يتحدث عن ضابط متقاعد لتوّه يجابه بابنته تضع كوفية "الإرهابيين" حول عنقها وتشارك في تظاهرات مناهضة للحكومة ومتعاطفة مع الفلسطينيين، ما كان يمكنه أن يشكل منطلقًا جيدًا لفيلم سيتناول صراع الأجيال ومآسي الضباط المتقاعدين، والوجود الفلسطيني وراء الجبال، والعديد من المشكلات العضوية التي تجابه المجتمع الإسرائيلي اليوم. لكن هذه الانطلاقة الواعدة سرعان ما تتحطم أمام بلاده في السيناريو والتمثيل وحيرة في إدارة الحوارات والمشاهد.

أكثر من هذا، فنحن أمام قلبة في أيديولوجية الفيلم نفسها كان من الممكن أن تخجل كوليرن وكثيرًا من رفاقه السينمائيين قبل سنوات، لكنها تضحي اليوم كناية واضحة بائسة عن تراجع هذه السينما؛ فالفتاة الطيبة المناضلة ينتهي بها الأمر إلى المصالحة مع أبيها والتعاون مع الاستخبارات واللوم على الفلسطينيين الذين كان أبوها قتل واحدًا منهم من دون أن يسأله أحد عما فعل، وكانوا عاملوها هم أنفسهم بكل فظاظة حين ذهبت متعاطفة معهم مقدّمة لهم مالًا جمعته من أجل قضيتهم فرموه في وجهها، قبل أن يحاول "إرهابيّ" من بينهم توريطها في عملية، يكون كشفها لها مناسبة لعودتها إلى الحظيرة العائلية؛ وكأن المخرج يصوّر هنا مبررات تراجع سينماه في الوقت نفسه!

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

براد بيت يُكذّب أنجلينا جولي ويتهمها باستغلال أولادهما
أنجلينا جولي تكشف عن تعرضها للعنف على يد زوجها…
أعمال درامية تاريخية تنتظر الجمهور خلال موسم رمضان 2023…
5 أفلام تتنافس في جذب الجمهور في موسم سينمائي…
نجمات أثرن ضجة بعدما تبرعن بأشهر أزيائهن من أجل…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة