الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة

بيروت - غيث حمّور

درَجَت العادة في الدراما السورية خاصة والعربية عامة على اتباع طابع معيّن يغلب على الصورة التلفزيونية حيث تشكل نوعًا من (الموضة) التي تعيش لسنوات عدّة لتحل محلها أخرى بشكل متتابع، فبعد أن انتشرت موضة الفانتازيا التاريخية قبل خمسة عشر عامًا بمسلسلات عدة: "الجوارح والبواسل والكواسر" ، وغيرها الكثير، تبدّلَت هذه الموضة في السنوات الأخيرة لتحل محلها موضة أعمال البيئة الشامية، مثل "باب الحارة وأهل الراية وبيت جدي"، وغيرها، ولكن مع مرور الوقت بدأت تزاحمها موضة أخرى، وهي الأعمال البدوية التي كانت منتشرة في فترة سابقة وخفَتَ عملُها ثم عادت إلى الواجهة، حيث وصل عدد الأعمال البدوية التي قُدمت في الموسم المنصرم لأكثر من خمسة عشر عملاً عربيًا منها: "صراع على الرمال وعيون عليا وسعدون العواجي وفنجان الدم ونمر بن عدوان"، وغيرها.
وجاء انتشار الدراما البدوية كأحد عناصر الدراما العربية نتيجة مكونات الثقافة الشعبية لدى المواطن العربي، وعودة هذه الدراما للتليفزيون هو شكل من أشكال هيمنة ثقافة الصحراء على الثقافة العامة، خاصةً أن ثقافة الصحراء حاضرة في وعي المواطن العربي، وتملك رصيدًا كبيرًا في ذاكرته، إضافةً إلى الصورة المحببة التي يحب أن يراها المواطن العربي المتمثلة في القيم التي كانت أحد عناصر تميزه وتفوقه في العصور القديمة، والتي يحتاجها بشكل كبير كتعويض نفسي وفني عن الواقع المعاش في الوطن العربي.
وقدَّمَت هذه الدراما عددًا من القصص الشعبية لشخصيات تاريخية بدوية عاشت في الجزيرة العربية أو في بادية الشام، وطرحت عدة مفاهيم تصب في بوتقة واحدة (الفارس العربي الهمام والمقدام والكريم)، وإن خرجت القصص في بعض الأحيان عن المعتاد والعرف السائد، ولكنها تبقى في مجملها متشابهة ومكررة فتعتمد في حبكتها مثلاً على شيخ القبيلة الذي يبحث عن أولاده الذين ضاعوا من سنين، أو الشاب الذي أحب فتاة من قبيلة أخرى، أو الثأر بين القبائل المتصارعة، ويعود تشابه القصص البدوية إلى محدودية البيئة وخصوصيتها، خاصة بتشابه المتغيرات الذي لا يسمح بالتجديد أو الخلق، إضافة إلى الخطوط الحمراء التي وضعتها القبائل العربية والتي أضافت سببًا جديدًا يؤثر على تفرد الطروح وتميزها.
وتعود بداية إنتاج الدراما السورية للأعمال البدوية لسبعينات القرن الماضي عبر (وضحى وابن عجلان) عام1974 للمخرج غسان جبري، من بطولة الراحلة سلوى سعيد والمصري يوسف شعبان، و(رأس غليص) العام1975 للمخرج علاء الدين كوكش، و(ساري) العام 1977 لكوكش أيضًا، وغيرها من الأعمال في تلك المرحلة ليتوقف بعدها تقديم هذا النوع من الأعمال مع بداية الثمانينات وحتى السنة الماضية التي قدم خلالها عدة أعمال منها (صراع على الرمال) للمخرج حاتم علي وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيناريو هاني السعدي، وبطولة تيم حسن وعبد المنعم عمايري ومنى واصف، و(الأمير الثائر) عن قصة الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، سيناريو قمر الزمان علوش وإخراج رامي حنا.
ويُعَدّ العملان الأخيران من أكثر الأعمال كلفة إنتاجية حيث وصل الأول إلى 6 مليون دولار والثاني إلى 11 مليون دولار، بالإضافة لـ(فنجان الدم) تأليف عدنان عودة وإخراج الليث حجو، ويضاف إليها عدد من الأعمال الأخرى، وفي المقابل نتابع في تحضيرات الموسم القادم غياب المسلسلات البدوية (حتى الآن) عن روزنامة (أجندة) شركات الإنتاج، فهل سنشاهد أعمالاً بدوية لهذا الموسم، خاصة بعد المطبات التي تعرضت لها الدراما البدوية خلال الأعوام الماضية حيث تم (مثلاً) إيقاف مسلسل "سعد العواجي" بعد بداية عرضه على قناة أبو ظبي، وتأجيل عرض مسلسل "فنجان الدم" على قناة "mbc"، وذلك لاعتراض بعض القبائل على محتواهما واعتبارهما يثيران النعرات القبلية، قبل أن يتم عرضه لاحقًا....؟!.
وترتبط الدراما بالصناعة ارتباطًا وثيقًا، وانطلاقًا من ذلك نجد أن متطلبات السوق تأتي في مقدمة اهتمامات هذه الصناعة، ومن الواضح أن السوق العربية متعطشة لهذا النوع من الدراما، لذلك يسعى صناع الدراما لاستثمار هذا التعطش لتحقيق الأرباح.
ولكن السؤال الأهم إلى أي حد ستصمد هذه الدراما في وجه الأنواع الأخرى خاصةً بمحدوديتها وغنى غيرها؟. وما هو المطلوب من هذه الدراما؟ هل المطلوب أن تكون صورة عن الواقع بحيثياته وأبعاده؟، أم المطلوب منها أن تتحول لطاولة مكياج لتجميل الأخطاء؟ أم ستسعى لتغيير نمطية الصورة البدوية وتخرجها من إطارها الضيق؟

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

براد بيت يُكذّب أنجلينا جولي ويتهمها باستغلال أولادهما
أنجلينا جولي تكشف عن تعرضها للعنف على يد زوجها…
أعمال درامية تاريخية تنتظر الجمهور خلال موسم رمضان 2023…
5 أفلام تتنافس في جذب الجمهور في موسم سينمائي…
نجمات أثرن ضجة بعدما تبرعن بأشهر أزيائهن من أجل…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة