الرباط - كمال العلمي
يفتح تطور سوق صناعة السيارات بالمغرب، الطموح الكبير أمام تسيد القطاع عالميا، خاصة في ظل الرهان الدولي على السيارات الكهربائية. وتوفر المغرب على احتياطات همة وفق تقارير على معدن الكوبالت الخام “الذهب الأزرق”، الذي يدخل في انتاج البطاريات الخاصة بصناعة السيارات الكهربائية يعزز تحول الرباط إلى قبلة هامة في هذا المجال.
ويطمح المغرب اليوم ليكون لاعبا رئيسيا في سوق السيارات الكهربائية، من خلال سعيه لتأمين إمداد الشركات العالمية بمعدن نفيس يدخل ضمن تصنيع بطاريات هذا النوع من المركبات، إذ تتنافس الشركات العالمية العاملة في هذا القطاع في البحث عن مصادر التزود بهذا المعدن الاستراتيجي، اخرها ما أعلنته مجموعة رينو الفرنسية لصناعة السيارات، عن إبرامها اتفاقا مع مجموعة مناجم المغربية، لشراء مادة كبريتات الكوبالت الموجه لإنتاج السيارات الكهربائية.
ويبدو أن الطلب العالمي على هذا المعدن الأساسي في تصنيع البطاريات القابلة للشحن يتزايد يوما بعد يوم، مع تزايد الإقبال على تصنيع السيارات الكهربائية. إضافة إلى الخبرات التي راكمها المغرب قبل سنوات في هذا المجال، إضافة إلى موقعه الجغرافي بين القارتين الإفريقية والأوروبية وقربه من أسواق السيارات العالمية، عاملان يساعدانه على الاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها هذا القطاع.
مجموعة “مناجم” المغربية للتعدين أعلنت سابقا عن توقيع اتفاق مع شركة “جلينكور” الأنجلو-سويسرية بهدف افتتاح مصنع لإعادة تدوير الكوبالت في ضواحي مدينة مراكش، حيث تسعى المملكة لاستغلال جميع إمكاناتها في هذا المجال من أجل المساهمة في سلسلة صناعة البطاريات القابلة للشحن سواء للسيارات الكهربائية، أو مختلف الأجهزة الإلكترونية والهواتف.
وتعود صناعة الكوبالت في المغرب إلى عام 1928 حيث بدأ نشاط إنتاج الكوبالت انطلاقا من منجم “بوازار” التاريخي ضواحي مدينة ورزارات. ويساهم هذا المعدن اليوم بنسبة 36 في المائة من معاملات الفاعل الأساسي في المعادن بالمغرب، وفق بيانات مجموعة مناجم للتعدين والتي تعتبر من بين أكبر 5 منتجين لكوبالت الكاثود عالي النقاوة في العالم.
ويحتل المغرب المركز الـ 11 عالميا من لاحتياط العالمي من معدن الكوبالت بـ 17 ألف و600 طن، وتنتج المملكة سنويا أكثر من ألفي طن، حسب البيانات الرسمية.ومع تزايد الطلب العالمي على معدن الكوبالت بالموازاة مع ارتفاع الإقبال على إنتاج البطاريات القابلة لإعادة الشحن، يسعى المغرب إلى توظيف إمكاناته الهامة في هذا المجال من أجل حجز مراتب متقدمة ضمن قائمة الموردين العالمين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مجموعة رونو الفرنسية تبرم اتفاقا مع "مناجم" المغربية لشراء كبريتات الكوبالت
تنظيم "داعش" يخسر فرصة امتلاك "قنبلة قذرة" خلال احتلاله الموصل