الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
المؤرخ محمد مؤنس في ندوة في المقهى الثقافي ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب

الشارقة - المغرب اليوم

شهد المقهى الثقافي، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، جلسة بعنوان "قراءة في كتاب صُنع الحضارة" قدمها المؤرخ المصري والأستاذ الجامعي والمحاضر في جامعة الشارقة الدكتور محمد مؤنس وأدارتها المحاضرة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الدكتورة أمل بدر.

 وفي مدخل حديثه عن الحضارة أكد الدكتور محمد مؤنس أن "الحضارة من أكثر المصطلحات التي ساهم المؤرخون والكتاب في تعريفها، وقُدمت لها أكثر من (130) تعريفًا، وعرفها ابن خلدون في مقدمته على أنها غاية العمران البشري، كما عرفها ول ديورانت بأنها التحدي والاستجابة بين الطبيعة والإنسان، والحضارة نشأت من خلال رغبة الإنسان في البقاء، وتطويع الطبيعة من أجل مواصلة الحياة، وتطوير نفسه وتحدي الصعوبات التي تواجهه".

وأضاف مؤنس: "وفي حديثي عن الحضارة أنطلق من قول هيرودوت بأن مصر هبة النيل وهبة الإنسان المصري، وهذا لا ينكر أن هنالك حضارات قامت في العراق وبلاد الشام، فلدينا ظهير حضاري في التاريخ العربي القديم، ويجب علينا ألا نهتم بحضارة دون الأخرى فالحضارات تتكامل وتتمازج، فمنطقتنا العربية نشأت بها أكثر الحضارات الإنسانية أهمية في العالم، وذلك نتيجة للجغرافيا التي يقع فيها العالم العربي، وعلاقتها بالشمس التي تهب الضياء والحياة الإنسانية، فالشمس هي مصدر الحضارة، وقد أكد المؤرخون على أن آخر المناطق التي وصلت إليها الحضارة الإنسانية هي الدول الاسكندنافية (السويد والنرويج) وذلك لبرودة طقسها".

وحول المراحل التي تمر بها الحضارة قال مؤنس: "الحضارة مثلها مثل الكائنات الحية تتطور وتنهار وتضمحل، لكن عندما يفهم الإنسان دوره الطبيعي في المجتمع وفي عملية صنع الحضارة، وعندما تكون هنالك نخبة وصفوة تعرف دورها الرئيسي وتنسى خلافاتها عندها يحدث التقدم في التاريخ، وفي أحيان آخري يحدث تراجع للحضارة ويكون ذلك لعدم استجابتها الكاملة للتحديات وانهيار منظومة القيم والأخلاق فيها، كما حدث مثلًا لروما عندما سقطت في أيدي الألمان، والحقيقة أنها  لم  يسقطها الألمان بل سقطت من الداخل نتيجة لانهيار منظومة الأخلاق وجاء الجيرمان ليضعوا النهاية لهذه الحضارة التي لم تستطع الصمود والصعود إلى أعلى".

وشدد مؤنس على أن الحضارة الغربية نشأت وترعرت في الحضارة العربية والإسلامية، وأخذت منها الكثير من العلوم والمعارف في كافة المجالات العلمية، ولكن المركزية الغربية تنكر ذلك ولا تعترف به، قائلًا: "الحضارات الأولى نشأت في المنطقة العربية في مصر والعراق وبلاد الشام، ولكن المركزية الغربية لا ترى في المرآة سوى نفسها، ولا تمتلك الشجاعة بأن تعترف بأن من ساهم في تأسيسها وقيامها هي العلوم العربية التي سرقها منا الغرب، فمثلًا ليونارد دافينشي صاحب الموناليزا لم يكن له أن يرسم لوحته إذا لم يقرأ كتاب المناظر للحسن الهيثم، فعلماء عصر النهضة جميعهم أخذوا من الحضارة الإسلامية والعربية، ونحن آثرنا الصمت في مواجهتنا لهذا الواقع، وعليه يجب علينا أن نعتز بثقافتنا وحضارتنا ونأخذ من  الغرب ما يمكن أن يفيدنا كما أخذ منا في السابق، ونوازن ما بين الأصالة والمعاصرة، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن الحضارة الإسلامية قامت على الحوار بين الشعوب".

وحول المعالم الحضارية في الدين الإسلامي قال مؤنس:" إن أول كلمة نزلت في القرآن هي كلمة "اقرأ"  وأعتبرها كلمة إعجازية، كما أعتبر أن التاريخ البشري بعد هذه الآية انقسم إلى حقبتين الأولى ما قبل اقرأ والثانية ما بعدها، فمنذ أن جاء الإسلام ظل ينادي بالعلم في الدائرة الإيمانية، وهذا أكبر دليل على أن ديننا الحنيف هو دين حضاري وإنساني، فأركانه حضارية وتعاليم رسوله وأفعاله أخلاقية، وكذل أفعال صحابته رضوان الله عليهم، أما إذا أردنا أن نتحدث عن إسهامات العلماء المسلمين فإننا نحتاج إلى مجلدات فلدينا 4000 مؤرخ في 50 مجالا".

وأكد الدكتور مؤنس، أن الحديث الذي يقال حول أن الإسلام هو دين إرهابي لا يعدو كونه مجرد أُكذوبة، وذكر العديد من الشواهد التاريخية التي تؤكد صدق ذلك ومنها أن الطبيب الخاص لصلاح الدين الأيوبي، كان يهوديًا يُدعى موسى بن ميوم، وأشار إلى أن عالمية الإنسان ظهرت قبل بروز مفهوم العولمة الذي اختزل وأذاب الحضارات في حضارة واحدة.

وحول الشروط التي يمكن من خلالها للحضارة العربية والإسلامية أن تأخذ مكانها الريادي نادى الدكتور مؤنس بضرورة الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الحضارة الغربية ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن إن لم تعتني بالعلم والمعرفة فعلى سبيل المثال فمكتبة الكونغرس الأمريكي وحدها  بها 25 مليون كتاب.

وختم الدكتور مؤنس حديثه بتكريم الإسلام للمرأة باعتبارها كل المجتمع وليست نصفه، وقال: "أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم كانت امرأة وهي السيدة خديجة، والإسلام كرم المرأة واحترمها، من خلال نظرته المتكاملة لمفهوم الحرية، والذي يختلف عن مفهوم الغرب الذي يختزلها في ألا تمس بحقوق الآخرين، هذا المفهوم الذي تكون معه السلوكيات بلا ضابط ولا رقيب وتغفل الجانب القيمي والأخلاقي، فالحرية في الدين الإسلامي تدور في الدائرة الإيمانية".

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر
الروائية رشا عدلي تكشف المستور و"شغف" تصل بها إلى…
أنور الخطيب يوقّع ديوانه المنَحوتة مفرداته " كثير الشوق"…
في افتتاحه معرض الشارقة الدولي للكتاب الشيخ سلطان يعلن…
فيلم "أزرق القفطان" لمخرجته مريم التوزاني لتمثيل المغرب في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة