الرباط _الدار البيضاء اليوم
صدرت للكاتب أحمد متراق رواية عنونها بـ"التافهون" عن دار القرويين للنشر والتوزيع، تعتبر ثاني إصدار للروائي المغربي الذي اختار الكتابة سلاحا لمواجهة زمن التفاهة والأفكار البالية التي جعلت مجتمعنا قابعا في خندق الميوعة مستسلما للأمر الواقع بمبرر أن تلك الأفكار عادات وتقاليد وأفكار مجتمعية لا قوة له عليها.. ويسلط متراق في هذه الرواية الضوء على مجموعة من الظواهر والأفكار السلبية عبر دمجه لأسلوبي السرد القصصي حين يروي لنا مجموعة من التجارب الشخصية التي عاشها, والتحليل لمناقشة تلك التجارب وأخذ الدروس منها، مسخرا قلمه للمحاولة تلو الأخرى والسعي الدائم وراء إصلاح ما أمكن إصلاحه في مجتمع تحكمه أفكار تافهة، استغلالية، متسلطة ومتجبرة، على اعتبار أن الكتابة صراخا في صمت بهدف تجديد
المنظومة الفكرية والأخلاقية وبناء مجتمع حداثي. في القسم الأول من رواية "التافهون"، يغوص القارئ في تفاصيل اثنتي عشرة قصة واقعية لتجارب شخصية صعبة مر منها الكاتب وشكلت بالنسبة له دافعا وحافزا للكتابة أراد مشاركتها مع قرائه بلغة سلسة وبسيطة تسهل عملية إيصال المعلومة أو الفكرة، رغبة منه في المساهمة في تغيير الوضع والمشاركة في بناء وعي وفكر ومحاربة زمن الرداءة والتافهة، أفكار يرى أنها سبب في ما نعيشه اليوم من أزمة فكرية وميوعة أخلاقية ما زالت تؤذينا؛ لكننا عاجزون على تجاوزها أو محاولة تغييرها، يقول الروائي متراق. ويضيف الكاتب الشاب أنه خصص جزءا من الإصدار الجديد لسرد تجارب وقصص جميلة شكلت الاستثناء لزرع الأمل، وفهم أن مشكلتنا الحقيقية هي تشبثنا بأمور وأفكار ثانوية وشكلية
نجعلها أولوية في وقت تركنا فيها لأساسيات لنفهم أننا نحتاج إلى مصالحة مع ذواتنا، مع رغباتنا، نحتاج إلى أن نتقبل بعضنا باختلافاتنا وتنوعنا لبناء مجتمع واع. وبين القسمين الأول والثاني للمؤلف ستظهر في الأخير معالم "التافهون" الذين تحدث عنهم الكاتب وسيجد القارئ جوابا مقرونا باللذة والاستمتاع للسؤال الذي يتبادر إلى ذهنه عندما تقع عينه على عنوان المؤلف أول مرة، ليثور على مجتمع تحكمه عادات وتقاليد بالية، يرى أفراده في المرأة الجسد فقط أفراد يفكرون كالقطيع، ليست لهم الجرأة للخروج من نطاقه والتمرد عليه، أو على الأقل محاولة تجديد أفكارهم الخاصة لتناسب نمط حياتهم المستجد.
قد يهمك ايضا
لبنى أحمد تُؤكّد على أنّ "اللؤلؤ" يُخلّصك مِن الأفكار السلبية