الرباط - الدار البيضاء
مع دنو موعد رأس السنة الأمازيغية، تمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بكتابات افتراضية تطالب بإقراره عطلة رسمية مؤدى عنها على غرار بقية الأعياد الوطنية في المغرب التي تعترف بها الدولة المغربية منذ عقود طويلة.ويتسم يوم “ييض ن يناير” باحتفالات شعبية متوارثة بين “أمازيغ المغرب”، يراد منها تكريس الارتباط بالجذور التاريخية المتمحورة حول أرض “تمازغا”، اعتبارا لخصوصية رأس السنة الأمازيغية التي ترسخ الارتباط بالأرض والهوية.
وقد دأبت تنظيمات وشبكات أمازيغية على تخليد هذه المناسبة الهوياتية بصفة سنوية، حيث تسعى إلى تعريف الأجيال الصاعدة من ناحية، والمغاربة غير الناطقين بالأمازيغية من ناحية ثانية، بالخصوصية الثقافية لهذا اليوم التاريخي في شمال إفريقيا.وفي هذا الصدد، قال عادل أداسكو، منسق هيئة شباب تامسنا الأمازيغي، إن “الجهات المسؤولة لم تتفاعل بعد مع مطلب الحركة الأمازيغية، على الرغم من استمرار المغاربة في المطالبة بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، وتزايد الاحتفال بالمناسبة كل عام بعد عام في جميع ربوع المملكة”.
وأضاف أداسكو، في حديث مع هسبريس، أنه “مع اقتراب موعد دخول السنة الأمازيغية الجديدة 2971، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات عديدة تطالب من أعلى سلطة بالبلاد (الملك) بترسيم رأس السنة الأمازيغية”.وأوضح الناشط الأمازيغي أنه “بهذه المناسبة تستعد هيئة شباب تامسنا الأمازيغي لتخليد السنة الأمازيغية الجديدة، للعام العاشر على التوالي، أمام البرلمان بشكل رمزي هده السنة لاعتبارات صحية تتعلق بالوقاية من انتشار فيروس كورونا”.
وتابع الفاعل تصريحه شارحا: “باعتبار هذا اليوم محطّة تاريخية في حياة “إمازيغن”، لن يقتصر إحياء السنة الأمازيغية على الاحتفال الرمزي، بل تقرر القيام بمبادرة إنسانية تضامنية مع الأطفال الذين يعانون من البرد في منطقة الأطلس الصغير بمناسبة دخول السنة الجديدة 2971”. كما سيعرف تخليد السنة الأمازيغية الجديدة، وفق محدثنا، تقديم محاضرات تعريفية بالموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي سيتم التركيز من خلالها على توعية الشباب، خاصة الناطقين بـ”الدارجة”، حول تاريخ الاحتفال ودلالاته.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الناشط الأمازيغي أن “معظم البيوت المغربية تعمد إلى الاحتفال بهذه المناسبة، سواء بالمدن أو القرى، وهي الاحتفالات التي يتخلّلها تقديم وجبات متنوعة؛ من بينها “تكُلّا” التقليدية و”إلبوبرن”، ومأكولات أخرى”.ومضى مصرحنا بالقول: “إنها المبادئ نفسها التي يقوم عليها الاحتفال السنوي برأس السنة الأمازيغية، ألا وهي مبادئ الارتباط بالأرض وخيراتها المادية، وكل الممتلكات الرمزية الغنية التي تفاعلت فوق ترابها منذ آلاف السنين؛ ولكن على الرغم من رمزية السنة الأمازيغية، فإنه لم يتم حتى الآن ترسيمها عيدا وطنيا ويوم عطلة كما تقتضي الوطنية المغربية، وينصّ على ذلك دستور البلاد”.
وقد يهمك ايضا:
تردُّد الحكومة يعيد نقاش تفعيل ترسيم اللغة الأمازيغية إلى الواجهة