الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
سيتم تنظيم مؤتمر دولي حول تراث ما قبل التاريخ بالمغرب، عام 2022، بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين في هذا الميدان.
وبالفعل، فقد كان تنظيم هذه التظاهرة الضخمة، التي سيتم تحديد تاريخ ومكان انعقادها لاحقا، في صلب أشغال لقاء – مناقشة، نظم بشكل مشترك، يوم الخميس 23 دجنبر 2021، بفضاء بيت الذاكرة بالصويرة، بين مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للمنطقة المغاربية، وجمعية الصويرة – موكادور، وتمحور حول غنى تراث المملكة الذي يعود لحقبة ما قبل التاريخ، مع التركيز على الاكتشاف الاستثنائي بمغارة بيزمون.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة أندري أزولاي، مستشار الملك، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، وثلة من أبرز الخبراء من المغرب والولايات المتحدة، على التأكيد على أن هذا المؤتمر سيشكل مناسبة لتسليط الضوء على المحتوى الغني والمتنوع، والإنجازات والاكتشافات الحديثة بالمملكة، والتي تعود آخرها إلى مغارة بيزمون، التي كشفت عن طاقم من الحلي يعود إلى 150 ألف سنة، باعتباره مؤشرا جديدا يأتي ليشهد على أقدم سلوك رمزي للإنسان.
كما سيشكل هذا المؤتمر محطة لإطلاق عملية ودينامية تثمين والحفاظ على هذا التراث، حيث يبقى المغرب البلد العربي، الذي يحظى بالاهتمام.
وقال مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للمنطقة المغاربية بالنيابة، كريم هنديلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تنظيم هذا المؤتمر سيأتي في إطار تخليد الذكرى الخمسين لاتفاقية التراث العالمي.
وأوضح أن تخليد الذكرى الخمسين سيشكل مناسبة للوقوف عند كل عقود التنفيذ وواقع حال التمثيلية ضمن لائحة التراث العالمي، ومن ضمنها محور ماقبل التاريخ، مشيرا إلى "أننا غالبا ما ننسى أن ما قبل التاريخ يمثل 95 بالمائة من تاريخنا"، مما يوجب تثمين هذا الإرث.
وفي هذا الاتجاه، تم إعمال التفكير حول تنظيم مؤتمر دولي، يتمحور حول مختلف الأنشطة والمناقشات المخصصة إلى صون وواقع المحافظة على المنقولات المدرجة ضمن لوائح التراث العالمي، مع العلم أن المغرب يتوفر على 9 مواقع مصنفة.
وتابع أن الحدث سيسلط الضوء على الاكتشافات الأخيرة بالمغرب، خصوصا تلك المتعلقة ببيزمون، والتي جلت بوضوح استثنائي ما كانت عليه حياة الإنسان ما قبل 150 ألف سنة، مضيفا أن المؤتمر سيمكن من "إعادة النظر في بعض العناصر، على الصعيد العلمي، وإعادة ترتيب قراءتنا للتاريخ".
أما الأستاذ عبد الجليل بوزوكار، فأكد أن اللقاء شكل مناسبة لتحديد معالم هذا المؤتمر الدولي حول تراث ماقبل التاريخ بالمغرب، في ضوء الاكتشافات الأخيرة، ومن ضمنها بيزمون.
وقال إن "هذه الاكتشافات، لاسيما تلك المتعلقة بمغارة بيزمون، غيرت جزء من تاريخ الإنسانية".
وأضاف أن اللقاء منح الفرصة من أجل محاورة باحثين ينحدرون من جامعات مغربية ومن الولايات المتحدة الأمريكية، حول المعالم الرئيسية لهذا المؤتمر الدولي، وذلك بهدف إبراز هذه الاكتشافات وتذكير العالم بأهميتها وإسهامها، منذ آلاف السنين، في تاريخ الإنسانية.
وقدم أستاذ علم الآثار لفترة ما قبل التاريخ في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بالمناسبة، هذا الاكتشاف، مع التركيز على الطابع الاستثنائي لهذا الموقع الذي يقع على بعد 30 كلم بجبل لحديد.
أما الخبراء الحاضرون أو المتدخلون عن بعد، فسلطوا الضوء، بعين مبصرة، على هذا الغنى ما قبل التاريخي من خلال مختلف جهات المملكة (الشرق والدار البيضاء والصويرة).
وهكذا، تم التشديد على المقاربة والأعمال الرامية إلى تثمين وصون هذه المواقع، والمحافظة عليها.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
"نواعير" العراق على لائحة "اليونسكو" للتراث العالمي غير المادي