الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
صور مروعة عن الحياة الأسرية

واشنطن - رولا عيسى

تشير رسومات كاث كيدستون، المعتدة بنفسها والحساسة، إلى الحياة الأسرية كموضوع للفن عن طريق: لمحات من هواة، صور أسرية، لوحات ما زالت تنبض بالحياة، لكن عددا من المعارض الحالية توفر رؤية أكثر عنفا للحياة الأسرية، التي يظهر من خلالها المنزل وكأنه مكان أحتجاز ومصدر للأعباء، ظهر في المعارض ذلك التصوير الفظيع للمساحة العائلية والتي تضم عددًا كبيرًا من الفنانات، وهو الأمر الذي لم تخلقه الصدفة بأي حال، لكنها تنوع التجارب التي رسموا معبرين عنها والتي تتنوع بتنوع اللوحات ذاتها.

ترفض حداثة ساسكس، البوهيميين الحضرية، حيث السخام، والإسوداد في المدينة المجهولة لمتابعة الحياة التي صاغتها يد الاشتراكية والحرية الجنسية على الساحل الجنوبي، يعد منزل تشارلستون، موطن الفنانين والمصممين مثل دنكان غرانت وفانيسا بيل، وهو الموطن الذي هربت إليه مجموعة بلومزبري، التي كان ينظر اليه باعتباره، إمتدادا لظهور العمل الفني التعاوني، فراشات مرسومة باليد، وغزل  صممته بيل واسمته الأبيض بعدما كتبت  أمبر ريفس ويت "سوفرجت".

حتي الآن، تحرر بما يكفي، لكن صورة رولاند بنروز عام 1947 لزوجته الحامل، التي التقطها المصور لي ميلر، تشعر بالتفاقم والإضطراب، والصورة التي التقطتها مراسلة الحرب السابقة لنفسها، بعد خمسة أعوام، من نافذة منزلهما في ساسكس يهيمن عليها القيادة الثقيلة التي تبرز من تقاسيم الزجاج، كما لو أنها كانت تطل على الريف الإنكليزي من خلال قفص.

تسببت العلاقة الجنسية المسيئة للنحات ومصمم الصور إريك غيل مع اثنين من بناته الأكبر سنا في تخليه عن رغبته في العيش في مجتمع ريفي منعزل في ضوء أكثر خبثا، تري في هذا السياق، صورة لابنة غيل صاحبة الـ17 عام "بيترا" خلال الاستحمام وهي تشع رعب هادئ، مذكرة المشاهدين أن الإنسحاب المكتوم والغير نافذ من البيئة المحلية قدم الملاذ الأمن لغيل والتي حرمت من بيترا.

يأخذ إيحاء الوقاحة الحميمة مكانه خلف الأبواب المغلقة تبرز في تموجات غرفة العرض في صور سادي كولز HQ، حيث يحمل 15 لقب ساكنة الفضاء، أندرا اورستا T، وفلاديميريسكو NR5، كيتشن 2013، منزل الدمية الشبيه بترفيه المطبخ من منزل عائلتها في رومانيا، تفاصيل هذا المشهد المحلي اكتمال بجهاز تنميق صغيرة. لم تخبرنا اورستا عنما حدث في هذا المطبخ، لكنها أشار إلى طفولتها بأنه وقتا عصيبا، وتذكرت هدم هذا المكان لبناء سوبر ماركت دون أدني ندم.

في المنزل، هناك العديد من المصادر للظلام، مصادر حقيقية ومتخيلة. يستطيع المراهقين أيضا إعادة صياغة الإعداد الأسري بمزيج من السجن، الدولة المراقبة والمدينة الواقعة تحت الحصار، غرفة المراهقة كلارا ليدن عام 2009 تقدم دراما الوحدة المناسبة: الباب المزور بالأفخاخ التي تحتضن الفأس، والرش العشوائي الغير متقن للأثاث بالأسود.

الغرفة مقامة بالحجم الكامل بين الأرض وسقف المعرض، وبدون عنوان غرفة النوم الرئيسية لهايدي بوشر 1979 المظهر الزائف لدراسة والدها: الغبار والسخام والحطام ممسوح بالقطن المشبع باللاتكس، كانت بوشر في الخمسين من عمرها عندما أطلقت تلك القذيفة من غرفة والدها: كأم شابة ردت بقوة ضد الرزانة العائلية والتربية الخاصة، سعت للحصول على بديل، يتمحور نموذج الفن حول الحياة الأسرية، في العودة إلى سنواتها في منزل العائلة في وقت لاحق، نجدها بمهارة الطبيب الشرعي تشرح التفاصيل الداخلية لتاريخ بلدها.

كان لديفيد ريزون تشريح لنوع مختلف عندما كان يرسم الباحة عام 1998 وهو العقد الذي أصبح للفناء الخلفي مرادفا في المملكة المتحدة لإخفاء جرائم القتل، وذلك بفض كلا من جرائم القتل التي ارتكبها فريد وروز ويست، في غلوستر، وإلى بلوتليني المثيرة في مسلسل بروكسايد. عرضت كجزء من عمل المنزل، وعرضت مجموعة تحت عنوان "فيكتوريا ميرو"، الباحة كدراسة قاتمة في الكمال المتجانس ضد السماء الخرسانية الرمادية، أبرزت ضربات الفرشاة الدقيقة لريسون كل بقعة صغيرة من المزيج الذي امتد إلى ألواح الفناء الرمادية، تجمعت الحروف القليلة للبلاستيك الأزرق مع قطرات على حافة الطاولة البلاستيكية البيضاء.

بالاضافة الي توجيه أصابع الاتهام، على الرغم من الإمكانات المحبطة والخوف من الأماكن المغلقة هناك أيضا استعدادًا حماسيًا، في شرائح لويس بورجوا يتحول السرير إلي فخ لزجة خلاله تكمن الكلبة الأم: "عنكبوت البرجوازية العملاقة"، البرجوازية ليس المهنة الوحيد لإمرأة، لكننا نجد كيرستن جوستيسن البالغ من العمر 70 عاما تتمدد داخل خزانة خشبية ثقيلة، لتحقيق التوازن بين متطلبات الأمومة والبيت والعمل.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

عيسى مخلوف في ضفافه الأُخرى: سيرة الذات والآخر
الروائية رشا عدلي تكشف المستور و"شغف" تصل بها إلى…
أنور الخطيب يوقّع ديوانه المنَحوتة مفرداته " كثير الشوق"…
في افتتاحه معرض الشارقة الدولي للكتاب الشيخ سلطان يعلن…
فيلم "أزرق القفطان" لمخرجته مريم التوزاني لتمثيل المغرب في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة