برلين- جورج كرم
تجاهل وزير الرياضة الروسي، فيتالي موتكو، المزاعم الجديدة التي أوردها تقرير وثائقي لمحطة ألمانية بشأن استمرار موسكو في انتهاك المعايير الصارمة لمكافحة المنشطات، بينما أعربت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن ذهولها بعد رؤية التقرير الجديد.
ويأتي هذا التقرير الوثائقي في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى الالتزام بالمعايير الدولية لمكافحة المنشطات بعد فضيحة "التنشط المنظم" لعدائيها، أملاً برفع الإيقاف عن ألعاب القوى الروسية وإتاحة الفرصة لها بالمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو في آب/أغسطس المقبل.
وذكر موتكو في بيان له "فرض عقوبات على أشخاص معينين والتحقق من تطبيقها هي من مسؤولية الوكالات المعنية لمكافحة المنشطات وليس للدولة أي دور فيها، الحديث عن مسؤولية الدولة حال انتهاك يرتكبه أي فرد أمر مستحيل، فإذا كان هناك أشخاص مذنبون، فيجب أن يعاقبوا وفقًا للقوانين"، وقرَّر الاتحاد الروسي لألعاب القوى إجراء تحقيق داخلي؛ لتحليل جميع الحلقات في الفيلم الوثائقي وإجراء تحقيق مستفيض في كل حالة، وجاء في بيان الاتحاد: لن نسمح لحالات فردية لكي تلقي بظلالها على ألعاب القوى الروسية.
وتواجه الرياضة الروسية، وألعاب القوى على وجه التحديد، صعوبات بالغة منذ أشهر بعد صدور تقرير عن لجنة مستقلة، شكلتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) اكد وجود عمليات تنشط منظم في رياضة أم الألعاب الروسية، ما دفع بالاتحاد الدولي إلى إيقاف نظيره الروسي وإيقاف عدد من العدائين وفرض شروط صارمة على طريقة عمل الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات.
ويجري ممثلون لوادا والاتحاد الدولي لألعاب القوى زيارات إلى روسيا؛ للتأكد من الوعود الروسية على الصعيد الرسمي بمعالجة الخلل، لاسيما وأنه تم انتخاب اتحاد روسي جديد لألعاب القوى، أملاً بتوفير المناخ للحاق العدائين الروسي بدورة الألعاب الأولمبية، لكن محطة "أي أر دي/دبليو دي أر" بثت وثائقيًا لمدة 30 دقيقة، تناول معلومات جديدة عن أن العدائين والمدربين الروس يواصلون انتهاك المعايير الصارمة للاتحاد الدولي ووادا، واستنادًا إلى التقرير، فإن مدربًا موقوفًا لم تُكشف هويته يواصل العمل مع عدّائين في إحدى المحافظات الروسية المعزولة، في حين أن شخصًا آخرًا يسمى مدربًا أيضًا ما يزال يوزع موادًا منشطة، وادعت المحطة أنها تملك الأدلة على ذلك.
وأعربت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن ذهولها بعد رؤية الوثائقي الجديد الذي بثه التلفزيون الألماني، وأصدرت بيانًا جاء فيه "الوكالة العالمية شاهدت وثائقي القناة الألمانية الذي يحتوي على اتهامات جديدة بشأن ممارسات بعض الأشخاص في نظام مكافحة المنشطات الروسي، وقد أصيبت بالذهول"، وأكد رئيس الوكالة العالمية كريغ ريدي أسفه قائلاً "في وقت تتعرض فيه الثقة برياضتنا للاهتزاز، تأتي هذه الاتهامات الرهيبة التي من شأنها عدم تعزيز الثقة في النظام الروسي لمكافحة المنشطات، في حين أن الرياضيين النظيفين هم في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الثقة، هذه المزاعم تشير إلى أن هناك عمل كبير يجب القيام به في روسيا، وإلى أننا في حاجة إلى تعاون كبير وكامل من جانب السلطات الروسية من أجل إزالة الأضرار الناجمة عن ذلك".
وعقد مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى اجتماعًا طارئًا نهاية العام الماضي وقرر خلاله اسبتعاد روسيا مؤقتًا من المشاركة في أيّة مسابقة في ألعاب القوى، فاتحًا الباب أمام احتمال غياب الرياضيين الروس عن دورة الألعاب الأولمبية في ريو من 5 إلى 21 آب/أغسطس 2016، كما أعلن إيقاف الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات ومختبر موسكو؛ لعدم مطابقتهما معايير القانون العالمي لمكافحة المنشطات، وبحسب الاتحاد فإن ألعاب القوى الروسية لا يمكنها العودة إلى الساحة الرياضية إلا حال احترامها جميع قوانين مكافحة المنشطات المفروضة من طرفه والوكالة العالمية.
وانتخب الاتحاد الروسي في 16 كانون الثاني/يناير الماضي رئيسًا جديدًا له هو دميتري خلياختين، والذي يتعاون مع أعضاء لجنة تفتيش تابعة للاتحاد الدولي كلفت بمهمة تقييم الجهود التي تبذلها روسيا في مجال مكافحة المنشطات، وأوقفت اللجنة الأولمبية الروسية 4 عداءات بينهن وصيفة بطلة أوروبا في سباق 800 م، إيرينا ماراتشيفا، وعداءة سباقات المشي، آنا لوكيانوفا، لمدة عامين بناءً على وثائق تسلمتها من الاتحاد الدولي لألعاب القوى بشأن تناول المنشطات، بالإضافة إلى العداءتين يلينا نيكولينا، وماريا نيكولاييفا لمدة 4 أعوام.