ياوندي - الدار البيضاء اليوم
بعد مباراة أولى ناجحة ضد المنتخب الوطني الغاني "النجوم السود"، سيلعب المنتخب الوطني المغربي "أسود الأطلس" مباراته الثانية ضد المنتخب الوطني لجزر القمر، ضمن بطولة كأس أمم إفريقيا وعينه على الفوز والتأهل إلى الدور الموالي بالطبع، لكن كرة القدم بعيدة كل البعد عن أن تكون رياضة أرقام، ووحدها الـ 90 دقيقة من المباراة كفيلة بالإعلان عن نتيجتها. وخلال مباراتهم الأولى في مواجهة فريق الأخوين أيو، كان على "أسود الأطلس" التعامل مع الغيابات العديدة التي حتمت إجراء تغييرات في اللحظات الأخيرة؛ إذ تمت إعادة تركيب خط الهجوم إلى حد كبير للتعويض عن الإصابات التي طالت عددا من اللاعبين.
وبفضل إصرارهم وانضباطهم التكتيكي منذ بداية المباراة حتى صافرة النهاية، فاز اللاعبون المغاربة بهدف الخلاص من توقيع بوفال، ولكن قبل كل شيء بتميز الحارس بونو الذي برع خلال المباراة في إنقاذ مرماه. وخلال المباراة الثانية، يمكن للناخب الوطني وحيد خليلوريدش الاستفادة من عودة بعض من هؤلاء اللاعبين المتمرسين، ولكن قبل كل شيء الاعتماد على الثقة التي اكتسبها اللاعبون الفتيان الذين يتوقع منهم شعب بأكمله دوما الأفضل. وأكد وحيد خاليلوزيتش، مدرب المنتخب الوطني المغربي الأول لكرة القدم، أن الفوز الذي حققه "أسود الأطلس" في الجولة الأولى على حساب منتخب غانا، ضمن منافسات المجموعة الثالثة من نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا بالكاميرون، كان مهما للغاية، مشيرا إلى أن غياب عدد من الأسماء، خاصة في الخط الهجومي، سبب بعض الصعوبات.
وقال خاليلوزيتش خلال الندوة الصحافية التي تسبق مواجهة المنتخب الوطني وجزر القمر، المقررة الجمعة، إن “الفوز على المنتخب الغاني مهم جدا وسيرفع من معنويات اللاعبين، كما أن لقاء جزر القمر قد يكون فخا”. وأضاف: “بالنسبة للاعبين، فإن أوناحي قد قدم مباراة جيدة أمام غانا رغم بعض الملاحظات البسيطة، كما أن المهاجم تيسودالي أظهر إمكانيات ممتازة خلال الدقائق التي لعبها، افتقدنا لخدمات ثلاثة مهاجمين جيدين، وكنت أعلم أنه لن تُتاح لنا فرص كثيرة، كما أننا لم نوفق في الكرات الثابتة”. وتابع قائلا: “أعطيت تعليمات خاصة للاعب سفيان بوفال للاقتراب أكثر من أبو خلال، وخلق مساحات في دفاع غانا، المباراة لم تكن سهلة والفوز يبقى مهما للغاية، وسنكون أفضل مع عودة المصابين، كما أن بوفال أصبح يعمل أكثر في التداريب وبإمكانه مساعدتنا. لقد تحدثت معه، إنه يتمتع بشخصية جيدة”.
وعن المواجهة المنتظرة أمام جزر القمر، قال خاليلوزيتش: “لدينا بعض المشاكل بسبب كورونا والإصابات، وسنرى من سيكون متاحا بعد الحصة التدريبية لهذا اليوم. خصمنا ليس بالسهل، سيبحث عن الفوز، ونحن كذلك، لدى لاعبيه روح المجموعة ويعملون بشكل جيد، وكانوا يستحقون التعادل أمام الغابون”. وواصل: “لدينا حصة بالفيديو لدراسة الخصم. القمريون سيرغبون في تحقيق شيء ما في المسابقة، لهذا لن تكون المباراة سهلة، وقد حضرنا إلى هنا بطموح كبير لأننا نعلم أن منتخبنا لم يتوج باللقب منذ سنة 1976، والجماهير المغربية كلها تنتظر الإنجاز، كما أن المنتخب الذي سيُحسن التعامل مع الأجواء سيذهب بعيدا ونسعى لذلك، علما أن عددا من لاعبينا تنقصهم الخبرة الإفريقية”. ويخوض المنتخب الوطني المغربي هذه المباراة أمام منتخب جزر القمر الذي خسر مباراته الأولى أمام الغابون (1-0). لم ينجح هذا المنتخب في فرض سيطرته على الغابون، الأكثر ثباتا، ومع ذلك فقد أظهر بوادر طيبة، وحصل على العديد من الفرص.
وكأي مباراة في كرة القدم، تستدعي المباراة الثانية الثقة بالتأكيد، ولكن اليقظة فوق كل شيء. وكل مباراة يتم خوضها بمعزل عن المباريات الأخرى، وبحساباتها الخاصة وخصوصياتها ووفقا لمميزات الفريق المنافس. وإذا كان على الورق كل شيء يبدو يسيرا وميسرا لصالح “أسود الأطلس”، فإن منتخب جزر القمر وبعد خسارة مباراته الأولى، سيتمسك بالتأكيد بالمزيد من الواقعية خلال هذه المباراة الحاسمة من أجل التأهل. ويستفاد من المباراة الأولى للمنتخب الوطني أن المدرب الفرنسي البوسني وحيد خليلوزدش عرف كيف يوزع اللاعبين من أجل تحقيق الفوز في النهاية. فمن خلال وضع سامي مايي في خط الوسط بدلا من سفيان أمرابط، أعطى مزيدا من الصلابة لخط الوسط، علما بأن مايي يستطيع في الوقت نفسه أن يحل محل أشرف حكيمي عندما يقوم هذا الأخير بطلعاته، مع تقليل الخطر الذي خلقه الأخوان أيو.
كما خلق تموقع أبوخلال في خط الهجوم الكثير من التهديدات للخصم بحيويته وتحركاته، ومهد الطريق لهدف النصر بعد إعاقته العديد من اللاعبين، ما ترك مساحة فارغة لبوفال الذي كان عليه فقط التسديد وإنهاء المباراة. وبطبيعة الحال، كان دور الحارس بونو حاسما، فهذا الودادي السابق الذي يعتبر واحدا من أفضل حراس المرمى في العالم، ذو الوجه الطفولي والشخصية الحازمة، يعرف كيف يقدم أفضل ما لديه من خلال العمل الجاد والتركيز. وبونو قادر على توجيه زملائه في الدفاع، وهو علاوة على ذلك ذو سلوك مثالي، وتسكنه روح المنتصر ويرفض الهزيمة، وهي جميعها خصائص تحدد براعته في الميدان ليظل في كثير من النواحي اللاعب الذي يصنع نقطة التحول في المباراة. واختتم المنتخب الوطني المغربي الأول الخميس استعداداته للمواجهة التي ستجمعه بمنتخب جزر القمر الجمعة، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن منافسات كأس إفريقيا، علما أن “أسود الأطلس” حققوا الفوز في المباراة الأولى على “البلاك ستارز” بهدف دون مقابل.
قد يهمك أيضاً :
ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في صفوف بعثة المنتخب المغربي بالكاميرون
المنتخب المغربي يدخل نهائيات كأس إفريقيا لاستعادة "أمجاد 1976"في امم أفريقيا