الجزائر- سميرة عوام
تدخلت، الأربعاء، عناصر الشرطة الجزائريَّة لتطويق الساحات العموميَّة في مدينة خراطة شرق الجزائر، بعد خروج أنصار ومناضلي حزب "القوى الاشتراكيَّة" (الأفافس)، إلى الشارع في مسيرة سلميّة تجمع مئات من أتباع الحزب، خصوصًا القبائل، تعبيرًا عن غضبهم إزاء صمت النظام بشأن ما ارتكبته فرنسا من مجازر في أيّار/مايو 1945، والتي راح ضحيتها 45 ألف جزائري نزالوا للشوارع فرحة بالانتصار، إلا أن المستعمر الغاشم قتل المواطنين في ولايات قالمة وخراطة وسطيف وهي أكبر مجزرة في التاريخ الجزائري نفذتها فرنسا، دون الاعتراف بمجازرها، وهي النقطة التي أثارت حفيظة رئيس حزب "الأفافاس" والذي طالب من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بمراجعة التاريخ والاحتكام إلى الشعب الجزائري لمعاقبة فرنسا أمام العدالة الدوليَّة.
واعتبر حزب "القوى الاشتراكيَّة" أن تجديد ولاية رابعة للرئيس بوتفليقة، هي بمثابة ورقة ضمان وضعها الشعب من أجل تعزيز السيادة الوطنية والاعتراف بحقوق الإنسان، ومعاقبة مرتكبي الجريمة في حق الإنسانية، ودعا "الأفافاس" بتنظيم مسيرات شعبيّة في كل من ولايات خراطة وقالمة وسطيف لاسماع مطالبهم للدولة من أجل الضغط على فرنسا للاعتراف بجرائمها.وضيّقت مصالح الأمن في الجزائر الخناق على أنصار "الأفافاس"، تحسبًا لأي طارئ أو انفلات أمني قد يؤدي بالجزائر إلى الهاويّة، خصوصًا أنّ الوضع الأمني في البلاد لا يطمئن على خلفية أحداث مواجهة الجيش الوطني الشعبي مع الجماعات المسلحة على مستوى منطقة الساحل، والتي تعرف تطورًا في الأوضاع.