خريبكة- جميلة عمر
سلمت ولاية أمن الدار البيضاء إلى السلطات الإيطالية السبت لوحة فنية تاريخية، عثرت عليها في مطلع السنة الجارية، كانت سرقت سنة 2014 وذلك من كنيسة في مدينة مودينا، شمال إيطاليا، وتقدر قيمتها المالية بنحو ستة ملايين دور أميركي.
وجرى تسليم هذه التحفة الفنية في مقر ولاية أمن الدار البيضاء، بحضور السفير الإيطالي المعتمد في الرباط روبيرطو نطالي، ووفد أمني إيطالي رفيع المستوى، علاوة على كبار المسؤولين في ولاية أمن الدار البيضاء.
وفي تصريح لـ"المغرب اليوم"، أكد حميد بحري، المراقب العام، رئيس المنطقة الأمنية أنفا، أن المملكة المغربية "الوفية لجميع التزاماتها الدولية، خاصة على المستوى الأمني، تبذل كل ما في وسعها للوفاء بجميع الالتزامات التي تفرضها منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)", وأضاف أن عملية التسليم التي جرت اليوم "هي تجسيد للعمل الجدي الذي تقوم بها المديرية العامة للأمن الوطني بجميع مصالحها من أجل تحقيق تفاعل مع كل ما هو مسجل في الجدول الخاص بالسرقات ذات القيمة الكبيرة على المستوى الدولي".
وكشف أنه "بموجب الإجراءات، التي بوشرت من قبل المصالح الأمنية، بناء على معلومات استقتها المصلحة الأمنية للشرطة القضائية التابعة للحي الحسني، تم تتبع جميع خيوط هذه الجريمة من أجل إيقاف ثلاثة فاعلين أصليين لهذه السرقة"، مبرزا أنه بتنسيق مع السلطات الأمنية الإيطالية تم إيقاف شخص آخر في إيطاليا، في انتظار ترحيله إلى المغرب لمباشرة جميع الإجراءات على المستوى القضائي.
من جهته، قال روبيرطو نطالي، في تصريح مماثل: "فتحنا اليوم صفحة أخرى في ملف التعاون الأمني الناجع بين الرباط وروما"، مضيفا أن الأمر يتعلق باسترجاع تحفة فنية ذات قيمة حضارية كبيرة جدا، كانت سرقت في إيطاليا سنة 2014.
وسجل أنه بفضل نجاعة التدخل الأمني للسلطات المغربية تم العثور على هذه التحفة الثمينة في ظرف قياسي في الدار البيضاء، وتم تسليمها بالتالي إلى السلطات الإيطالية بحضور خلية أمنية مختصة مكلفة بتسلم التحف الفنية المسروقة.
وجدد السفير الإيطالي شكره للسلطات الأمنية المغربية، خاصة ولاية أمن الدار البيضاء، التي استطاعت بفضل تدخلها السريع والناجع من فك خيوط هذه الجريمة.
كانت كنيسة سان فيتشينسو في مدينة مودينا الإيطالية أعلنت في أغسطس 2014 عن اختفاء لوحة فنية زيتية للرسام الإيطالي الشهير جوفاني فرانشيسكو باربييري، المعروف باسم غورتشينو، كان أنجزها سنة 1639.
وتعتبر اللوحة التي تحمل اسم "السيدة العذراء مع القديسين يوحنا المعمدان وغريغوري صانع المعجزات"، من أغلى التحف الفنية في إيطاليا.
كانت مصالح الأمن الإقليمية في مدينة بولونيا اعتقلت مهاجرا مغربيا بناء على أمر دولي من نظيرتها المغربية ثبت تورطه في سرقة لوحة فنية نادرة في مدينة مودينا سنة 2014
واستطاعت عناصر الشرطة في مدينة الدار البيضاء المغربية العثور عليها في فبراير الماضي.
شرطة مدينة بولونيا قالت إن المهاجر المغربي طاهر مصطفى، 36 عاما، كان يقيم على بعد خطوات فقط من كنيسة "سان فيتشينسو" في مدينة مودينا أين تمت سرقة اللوحة الفنية التي يعود تاريخها إلى نحو 4 قرون.
وأضافت أن المتهم مقيم في إيطاليا بصفة قانونية ومتزوج بإيطالية وأب لطفلين، وله سوابق جنحية بسيطة، وأن تحريك مسطرة الاعتقال في حقه جاءت إثر الأمر الذي أصدرته الشرطة القضائية المغربية في نهاية مارس الأخير بعد استكمال التحقيقات مع الأشخاص الأربعة الذين تم اعتقالهم بكل من الدار البيضاء وسطات ليتم الكشف عن هوية منفذ سرقة اللوحة الزيتية.
وقالت مصادر إعلامية بمدينة بولونيا إن السلطات القضائية فتحت ملفا في القضية للنظر في أمر تسليمه للمغرب بعد توصلها بكامل المستندات، أو محاكمته في إيطاليا حيث يمكن أن تصل العقوبة 20 سنة سجنا نافذا.
وحسب راعي الكنيسة الذي اكتشف اختفاء اللوحة فإن اللص استغل وقت إقامة قداس الأحد للتسلل إلى داخل الكنيسة والبقاء بداخلها بعدما خرج الجميع ليقوم بعد ذلك بالاستيلاء على اللوحة الفنية، بحيث تم العثور في اليوم الموالي على الباب الرئيسي للكنيسة مفتوحا من الداخل.
وللإشارة فإن اللوحة الزيتية التي استرجعتها مصالح الأمن المغربي بالحي الحسني في مدينة الدار تعتبر إحدى التحف الفنية الإيطالية التي تم إنجازها سنة 1639 من قبل الرسام جوفاني فرانتشيسكو بارببييري المشهور بلقب "غويرتشينو"، وتم الإعلان عن سرقتها في أغسطس 2014 في ظروف غامضة من داخل كنيسة "سان فيتشينسو" التي كانت تتواجد في داخلها.