الرباط ـ زياد المريني
مرت 300 سنة على توقيع أول معاهدة تجارية بين البلدين بتاريخ 23 كانون الثاني/ يناير 1721 في مدينة فاس العاصمة السابقة للمغرب، وهي المناسبة التي احتفل بها المغرب وبريطانيا خلال انعقاد الدورة الثالثة للحوار الإستراتيجي بين المملكتين، الأربعاء في لندن، بحضور وزيري خارجية البلدين .
ويهدف عقد الدورة الأولى لمجلس الشراكة، الى تعميق تعاون البلدين الاقتصادي، حيث أكد كل من ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي ونظيرته البريطانية ليز تراس على "تعميق علاقاتهما الاقتصادية والأمنية، وتعزيز صلاتهما الثقافية" وغيرها من الشراكات في مجالات المناخ والاقتصاد، والنهوض بمبادلاتهما التجارية، التي تصل بالفعل إلى نحو ملياري جنيه إسترليني في العام..
وأوضح البلدان، في بيان مشترك صدر عقب أعمال هذه الدورة التي ترأسها وزير الدولة البريطاني المكلف بالتجارة الدولية، رانيل جاياواردينا، ووزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أنهما أصبحا من خلال اتفاق الشراكة يتوفران على أرضية تتيح تعميق شراكتهما الاقتصادية، وتطلعهما إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية، من خلال تشجيع المقاولات البريطانية على دراسة إمكانيات الاستثمار بالمغرب في قطاعات مختلفة، بالنظر على الخصوص لولوج المملكة لأسواق صاعدة أخرى.
وأكد البيان المشترك أن لجنة فرعية ستعمل على دراسة إمكانيات تعميق هذه العلاقة وتنمية المبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية، مع السهر بالخصوص على تفعيل اتفاق الشراكة على أكبر قدر من النجاعة.
يأتي ذلك، في وقت تسعى فيه بريطانيا الى تعزيز شراكاتها مع المغرب بعد استقلالها عن الاتحاد الأوروبي، بينما تبدي روسيا اهتماما متزايدا بالمغرب الأقصى ومنطقة المغرب العربي عموما، باعتبارها بوابة نحو القارة الأفريقية، ومنطقة تنافس بين القوى العظمى في "المعسكر الشرقي" والغرب، وذلك بعد أيام من شراكة تاريخية بين الرباط وواشنطن تدعم بموجبها الأخيرة تجهيز عدد كبير من المناطق الصناعية في عموم التراب المغربي، هذا فيما ينتظر أن تشهد المملكة "إنزالا عربيا روسيا" وتحديدا مدينة مراكش التي تتهيأ لاحتضان المنتدى العربي الروسي الـ 15 عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وتم توجيه الدعوات إلى جميع أعضاء جامعة الدول العربية من قبل أمينها العام في أول حدث تنظمه المملكة بهذا الحجم من حيث طبيعة الضيوف..
ووجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، رسميا، الدعوة إلى جميع الدول الأعضاء في هذه المنظمة للمشاركة في الدورة الوزارية السادسة للمنتدى الروسي-العربي الذي سينعقد في مراكش يوم 15 من الشهر الجاري.
وكشفت مصادر مطلعة أن الجامعة العربية وجهت دعوة رسمية إلى المسؤولين الجزائريين من أجل حضور فعاليات المنتدى، ورجحت إمكانية مشاركة الجارة الشرقية بتمثيلية ضعيفة.
واعتبر المحلل السياسي المغربي الموساوي العجلاوي إن "انعقاد المنتدى العربي الروسي في المغرب له دلالات ومعان عدة، خاصة أنه يأتي في سياق تنويع المملكة لشركائها وانفتاحها على شركاء جدد"، مضيفا أن "روسيا تولي أهمية قصوى للمغرب وتعتبره فاعلا إفريقيا حقيقيا يمكن التعويل عليه".
وشدد الموساوي، في تصريح له، على أن "الروس يعطون أهمية كبيرة للمغرب والجزائر في سياقات تصريف الحرب الأوروبية الروسية، حيث يتخوفون من تمدد الحلف الأطلسي على الحدود الروسية، وبالتالي يطمحون إلى الانفتاح على شركاء في شمال إفريقيا".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بوريطة يجري في بودابست سلسلة من المباحثات مع نظرائه في جمهورية التشيك وسلوفاكيا