الرباط ـ زياد المريني
عبر وزير الخارجية المغربي عن طموح بلاده في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع أميركا وإسرائيل. جاء ذلك في لقاء افتراضي، تم عبر تقنية الفيديو مع نظيريه الأميركي أنتوني بلينكين، والإسرائيلي يائير لابيد. وفي الثاني والعشرين من ديسمبر / كانون الأول من العام الماضي، وقعت المملكة المغربية، والكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية، اتفاقاً ثلاثياً استؤنفت بموجبه العلاقات بين الرباط وتل أبيب. وشدد بوريطة، على أن الاتفاق الثلاثي الذي وقع قبل عام في الرباط، يعكس التزامات مهمة لبناء الشراكات وتحقيق السلام. وأكد أن التوقيع على الاتفاق، في العام الماضي، أمام العاهل المغربي محمد السادس، كان حافزا للتقريب بين دولنا.
كما أنه حافز لتقوية الروابط طويلة الأمد، التي كانت موجودة دائما بين شعبينا، يورد رئيس الدبلوماسية المغربية. ولفت إلى أن "المدى الذي تعرفه العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل سيفتح آفاقا اقتصادية واعدة بالنسبة إلى المملكة المغربية". وأوضح أن المملكة ستستفيد من الخبرة الإسرائيلية في مجالات ذات قيمة مضافة وفي نقل المعرفة في الحقل التكنولوجي.
وكشف في هذا الصدد أن حجم التعاون بين المملكة المغربية والكيان الاسرائيلي يُقدر بـ500 مليون دولار سنويا. وفي أعقاب ذلك، شدد بوريطة، على أن الاحتفال اليوم ليس بحدث دبلوماسي وحسب، بل بماضٍ مشترك وحاضر ومستقبل. وقال "مع الولايات المتحدة، نتحدث عن علاقة قديمة قدم الولايات المتحدة نفسها".
وأضاف "مع الجالية اليهودية، نحن نتحدث عن أحد مكونات الهوية المغربية التي تعود إلى قرون". وعدد الوزير المغربي مجموعة من المظاهر التي تؤكد نجاح الخطوة التي أقدمت عليها الدول الثلاث قبل عام. وقال في هذا الصدد، إن الإعلان قد نجح عندما نرى مليون إسرائيلي من أصول مغربية يزورون الأرض التي عاش فيها أجدادهم في سلام ووئام، تحت حماية ملوك المغرب. وزاد نجحنا لأننا استطعنا أن نضمن للسائحين السفر بحرية وبسهولة لاكتشاف الإمكانات الثقافية الهائلة لبلداننا. ونبه إلى أن الإعلان الثلاثي يؤكد ويضخم الإمكانات الهائلة للتعاون، ليس فقط بين دولنا الثلاث؛ ولكن أيضا من خلال التحرك نحو شراكات ثلاثية مفتوحة للدول والمناطق الأخرى. وأضاف أن بلاده، تبعاً للرؤية الملكية في هذا الصدد، حريصة على وجود شراكة عمل.
وأوضح أن هذه الشراكة يجب أن تكون مستمرة، على مسار واضح لتعاون ملموس ومربح للجانبين. شراكة تمس جميع المجالات: الصحة والتعليم والأمن والاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والزراعة وتغير المناخ والتنمية المستدامة، بحسب الوزير. وقال بأن المغرب نفذ، حتى الآن، الالتزامات الواردة في الإعلان: البعثات الدبلوماسية قائمة وتعمل، تم توقيع الاتفاقات، تم تبادل الزيارات الرسمية. والتعاون القطاعي يسير على الطريق الصحيح. وأكد المتحدث أن الاتفاق الثلاثي، هو في المقام الأول، رسالة سلام والتزام بالنهوض به. وزاد: وهذا بالضبط ما تصوره الملك محمد السادس، معبرا عن تقديره نقدر “القرار الحكيم للولايات المتحدة بالاعتراف بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل سياسي واقعي قابل للتطبيق تحت رعاية الأمم المتحدة للنزاع الإقليمي طويل الأمد”.
وقال بأن “المملكة ستواصل مساعيها في دعم سلام عادل ودائم ومنصف على أساس حل الدولتين: دولة إسرائيل، ودولة فلسطينية مستقلة داخل حدود 4 يونيو 1967، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن”. واستطرد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج: "إذا كان هناك شيء واحد علمنا إياه العام الماضي، فهو أن السلام يستحق دائما العمل من أجله". وأضاف "نعمل معا على تشكيل جدار حماية يحمي مصالحنا وقيمنا المشتركة": إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد نظيره المغربي ناصر بوريطة إلى زيارة إسرائيل قريبا، وذلك أثناء اجتماع عبر الفيديو الأربعاء ضم أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وقال لبيد "أرحب بصديقي الوزير بوريطة لزيارة الكيان الاسرائيلي في أقرب وقت ممكن وإطلاق مبادرات جديدة لتقوية علاقاتنا (...) يجب أن نلتقي مباشرة ونبني أشياء كبيرة لصالح شعبينا". وأعرب وزير الخارجية المغربي عن "أمله بزيارة إسرائيل قريبا"، ولقاء لبيد مجددا بعدما كان قد زار الرباط في أغسطس/آب.
قد يهمك أيضاً :
ناصر بوريطة يؤكد أن المغرب ومجموعة فيسغراد يقيمان علاقتهما على أساس متين من الثقة
نواب يطلبون إشراكهم في صياغة الاتفاقيات وبوريطة يرفض طلب النواب