الرباط- المغرب اليوم
وقعت هيئتا العليا للاتصال السمعي البصري، والأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة "يونيفام"، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، الاثنين، في الرباط، اتفاقية شراكة من أجل النهوض بثقافة المساواة بين الرجال والنساء، في الإعلام السمعي البصري. وتهدف هذه الاتفاقية إلى توفير إطار عمل للتعاون المشترك ما بين الأطراف الموقعة، على أساس غير حصري، في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وتهدف الاتفاقية أساسا إلى تأطير الشراكة بين الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة اليونيسكو، من أجل محاربة الصور النمطية القائمة على النوع في المضامين السمعية البصرية، والنهوض بثقافة المساواة بين الرجل والمرأة عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية، بناء على مقاربة قائمة على مبادئ حقوق الإنسان.
وتعتبر الاتفاقية الحق في حرية التعبير والحق في المساواة بين الجنسين، كأي حق من حقوق الإنسان الكونية وغير القابلة للتجزيئي أو التفريق. وبمقتضى هذه الاتفاقية، تتعهد هيئة الأمم المتحدة للمرأة واليونيسكو بمواكبة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في تفعيل محاور استراتيجية عملها، ولاسيما في مجال محاربة الصور النمطية القائمة على النوع، والنهوض بثقافة المساواة بين الرجل والمرأة في القطاع السمعي البصري المغربي.
وتشمل مجالات التعاون بين الأطراف الموقعة على الخصوص، تقاسم المعلومات والوثائق والممارسات الفضلى الناجعة ذات الصلة، وإعداد آليات عملية في إطار مواكبة المتعهدين وتحسيس مهنيي القطاع السمعي البصري في المغرب، إضافة إلى بلورة نظام لليقظة والإنذار يسمح بالتصدي للصور النمطية القائمة على النوع في القطاع السمعي البصري المغربي.
وبهذه المناسبة، أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، أمينة المريني الوهابي، أنه سيكون لهذه الاتفاقية وقع حقيقي ودائم في مجال محاربة الصور النمطية القائمة على النوع، وعلى النهوض الفعلي بثقافة المساواة بين الجنسين، فضلا عن كونها ستتيح بلورة عدد من الأنشطة مع الشركاء بما سيساهم في الارتقاء بثقافة المساواة في المجال السمعي البصري.
وأشارت خلال هذا اللقاء إلى أن الهيئة تنطلق من تجربتها الخاصة في هذا الورش المفتوح منذ أعوام عدّة، وهي أيضا طرف في عدة مبادرات بشأن "النوع الاجتماعي والإعلام" داخل شبكات فرونكفونية ومتوسطية وأفريقية للمقننين، لافتة إلى أنها تساهم أيضا في دينامية دولية بشأن هذا الموضوع.
وأبرزت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة (يونيفام) في المنطقة المغاربية، ليلى الرحيوي، أهمية دور وسائل الإعلام السمعية البصرية في الدفع نحو تغيير عميق ودائم للعقليات، مؤكدة أن وسائل الإعلام التي تعكس واقع المجتمع، مطالبة أيضا بتسخير تأثيرها لخدمة المساواة بين الجنسين، بما يساعد المجتمعات على التطور والتغير. وأوضحت أن الاتفاقية الموقعة تستهدف في المقام الأول مهنيي قطاع السمعي البصري قصد تعزيز ثقافة المساواة من خلال إنتاج أدوات عملية، وتقاسم وتبادل الممارسات الفضلى والتجارب الناجحة وتعبئة الخبرة التقنية في المجال.
وأما ممثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، صلاح خالد، فقد شدد من جانبه على أن هذه الاتفاقية جاءت لتضع بشكل رسمي إطارًا قانونيًا لتعاون استمر لسنوات عديدة مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في عدة مجالات لتعزيز حرية التعبير والوصول إلى المعلومة، وهي المبادئ الأساسية التي تدافع عنها منظمة اليونسكو.
واعتبر أن وسائل الإعلام بجميع أشكالها تضطلع بدور متنامي الأهمية، من حيث تطوير الأفكار وبناء أنماط للتفكير، مشيدًا بالجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال من أجل تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام بعيدًا عن الصور النمطية عن المرأة.
وكان هذا اللقاء تميز بالخصوص بتقديم خلاصات تقرير الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بشأن موضوع "من يصنع الخبر؟"، والذي تمت صياغته في إطار "مشروع الرصد الإعلامي العالمي 2015".