الرباط - الدار البيضاء اليوم
المغرب يطلب من إسبانيا "الكثير من الوضوح" لحل الأزمة الدبلوماسية معها، وترحيب بارد من الرباط بتصريح فيليبي السادس ملك اسبانيا حتى يسير كلا البلدين "معًا"، هذا ولم تعد سفيرة المغرب لدى إسبانيا منذ أن استدعيت للتشاور في 18 آيار/ مايو من العام الماضي الى مقر عملها في مدريد حتى اليوم. الرد المغربي جاء هذا الخميس حاسما، وردت الرباط بشكل بارد على مبادرة مدريد، وفي هذا الصدد قالت وسائل اعلام اسبانية أن "الرباط ترغب في اعتراف إسباني بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية". ونقلت وسائل اعلام إسبانية من بينها “الموندو”، عن مصطفى بيتاس المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية قوله "لقد أعربت إسبانيا عن رغبتها لإغلاق الأزمة، ولكن للوصول إلى ذلك نحتاج إلى الكثير من الوضوح" من أجل حل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بعد بوادر التقارب التي أظهرها الملك فيليب السادس هذا الأسبوع.
وردا على سؤال حول هذه الإيماءات بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أشار بيتاس إلى خطاب الملك محمد السادس في 20آب/ أغسطس، عندما أعرب الملك، الذي يوجه السياسة الخارجية المغربية، عن رغبته في تدشين مرحلة جديدة مع إسبانيا بعد الأزمة المفتوحة بين البلدين. وأشار الناطق الرسمي المغربي، الى حديث الملك الاسباني بعد ذلك عن "العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا"، لكنه أشار أيضًا إلى أن محمد السادس وضع في خطابات سابقة إطار العلاقات الخارجية للبلاد المغاربية “على مفهومين أساسيين: الطموح والوضوح". وأضاف بيتاس: "الطموح موجود، أسبانيا أعربت عن طموحها، لكن من أجل تعزيز هذا الطموح نحتاج إلى قدر كبير من الوضوح".
وتأتي تصريحات الحكومة المغربية، بعد أن تواصل فيليبي السادس يوم الاثنين الماضي مع مسؤولين مغاربة حيث دعا المغرب “للسير معا” بعد الأزمة الدبلوماسية الثنائية التي انطلقت في نهاية نيسان/ أبريل من العام الماضي، وهي أخطر أزمة في العقد الأخير. وعبر العاهل الاسباني فيليبي السادس عن موقفه لأول مرة من الأزمة بين بلاده والمغرب، وذلك في ظل استمرار غياب السفيرة المغربية بمدريد، على خلفية الدخول الكثيف والمفاجئ لآلاف المهاجرين إلى سبتة. ودعا العاهل الاسباني، الاثنين الماضي، المغرب إلى “السير معا” من أجل “تجسيد علاقة جديدة”، في خطاب وجهه للسفراء المعتمدين لدى بلده، في غياب السفيرة المغربية كريمة بنيعيش. ودافع فيليبي السادس الاثنين عن حاجة إسبانيا والمغرب لبدء “السير معا” من أجل “تجسيد” العلاقة الثنائية الجديدة التي تقول الحكومتان إنهما تعملان من أجلها لترك الأزمة الدبلوماسية الحالية وراءهما.
وأورد ذات المصدر، أن الملك فيليبي السادس مد يده للدولة المجاورة في خطابه خلال استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الملكي، في مدريد. وعلى الرغم من عدم ذكر إسبانيا بشكل مباشر، إلا أن رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، تحدث أيضًا قبل ساعات عن العلاقات الثنائية للمغرب في مقابلة بثتها قناتا الأولى بمناسبة أول 100 يوم له في السلطة.
ولفت المصدر الإعلامي سالف الذكر، الى أن رئيس الوزراء المغربي، أشار، مثل بيتاس، إلى موقف العاهل المغربي من السياسة الخارجية، وقال إن المغرب يحتاج من شركائه، “ليس فقط إلى الطموح للعمل معا في المشاريع المستقبلية”، ولكن أيضا “الوفاء للقضية الوطنية (لصحراء)”. وأضاف، “هناك العديد من الدول – التي فعلت ذلك- والتي تعمل وزارة الخارجية الآن على تسريع العلاقات معها”، في إشارة إلى ألمانيا، التي تعاني الرباط معها أيضًا أزمة مفتوحة يتم إعادة توجيهها الآن، مضيفا “من لم يفهم الامر سيأخذ وقته ليفهم”.
حدثت الأزمة مع إسبانيا في نيسان/ أبريل الماضي، حيث رحبت إسبانيا بزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في مستشفى بمدينة لوغرونيو لتلقي العلاج من كورونا، وقالت وسائل اعلام اسبانية، ان “المغرب استجاب بالسماح لآلاف الأشخاص” في آيار/ مايو بعبور سبتة على الحدود. وأضافت وكالة “أوروبا سور” أنه في ذلك الوقت، كان المغرب بالفعل في صراع دبلوماسي مفتوح مع ألمانيا، معتبراً أن برلين كانت تشكك في السيادة المغربية على الصحراء. ولفتت الى أنه حدث تحسن في العلاقات بين البلدين، مع الحكومة الألمانية الجديدة، التي ألمحت إلى “مساهمة المغرب المهمة” في نزاع الصحراء المغربية بخطته للحكم الذاتي، والتي ترفضها البوليساريو دفاعًا عن استفتاء تقرير المصير. وثمن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء الماضي، الإشارة الرمزية التي بعث بها ملك إسبانيا الى المغرب، لكنه نفى أن تكون الحكومة التي يرأسها بيدرو سانشيز قد قررت تغيير سياستها تجاه ذلك البلد.
وتابع ذات المصدر، أنه في مؤتمر صحفي في السفارة الإسبانية بواشنطن بمناسبة زيارته الرسمية للعاصمة الأميركية، أكد ألباريس أن خطاب فيليب السادس أمام السلك الدبلوماسي في 17 كانون الثاني/ يناير، شجع فيه المغرب على “السير معا” لفتح ” علاقة جديدة “. وثمن الباريس لفتة الملك فليبي السادس بزيارته للجناح المغربي في مدريد بمعرض فيتور الدولي للسياحة. وردا على أسئلة الصحافيين، أقر البارس بأنه يود عودة السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، إلى إسبانيا. ودعت الحكومة المغربية السفيرة بنيعيش للتشاور في 18 أيار/ مايو ، عندما اندلعت الأزمة الدبلوماسية.
قد يهمك أيضاً :
بوادر أزمة جديدة بين المغرب واسبانيا بسبب مزرعة أسماك قرب سواحل الريف
المغرب يغلق قنوات التواصل مع اسبانيا 6 أشهر دون أن تقدم مدريد أجوبة مقنعة