الرباط - الدار البيضاء اليوم
يواصل الجيش الروسي، اليوم الخميس، ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتحرير أراضي دونباس، ضمن عمليته العسكرية التي انطلقت في 24 من فبراير الماضي، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم المادي والعتاد العسكري في مواجهة الدب الروسي. وفي آخر التطورات، أعلن الجيش الأوكراني أن المعدات الروسية في جزيرة الأفعى قد تم تدميرها.
وقبلها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الروسية غادرت جزيرة الأفعى في البحر الأسود قبالة أوديسا، وذلك في بادرة حسن نية لتسهيل نقل الحبوب الأوكرانية إلى الخارج. وأضافت أن الانسحاب من جزيرة الأفعى "يثبت أننا لا نعيق الجهود الأممية لتصدير الحبوب الأوكرانية.. الدور على أوكرانيا لتطهير سواحل البحر الأسود من الألغام". وأضافت الدفاع الروسية بأن الصواريخ الروسية دمرت مركز قيادة أوكرانيا قرب دنيبرو، فيما أكدت أن العدد الإجمالي للجنود الأوكرانيين الذين أُسروا أو استسلموا يزيد عن 6000.
وتزامنا، قال أولكسي هروموف، البريجادير جنرال في القوات المسلحة الأوكرانية، إن روسيا كثفت هجماتها الصاروخية في النصف الثاني من يونيو. وأضاف أن أكثر من نصف الصواريخ كانت من الاحتياطيات السوفييتية وكانت أقل دقة، قائلا إن هذا هو سبب قصف روسيا لمبان سكنية. يأتي ذلك فيما قال أندريه ماروتشكو، المقدم في قوات لوغانسك الشعبية، إن فصائل القوات الأوكرانية تلقت أمرا بالانسحاب من ليسيتشانسك.
وشدد ماروتشكو على أنه تم تطويق معظم طرق انسحاب القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك. وقال إن القوات الشعبية لجمهورية لوغانسك ووحدات الجيش الروسي، باتت تسيطر بالفعل على معظم الطرق التي تخطط القوات الأوكرانية للانسحاب عبرها من ليسيتشانسك.
وقبلها، أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف، أن المجموعات العسكرية المتقدمة اقتحمت مدينة ليسيتشانسك التي سيتم تحريرها قريبا من قوات كييف. وأعلن مساعد رئيس جمهورية الشيشان أبتي علاء الدينوف في وقت سابق أن عملية تطويق مدينة ليسيتشانسك تجري على قدم وساق، وأن فرصة انسحاب القوات الأوكرانية من هذه المدينة تتضاءل جدا مع مرور كل ساعة.
قال روديون ميروشنيك، سفير جمهورية لوغانسك بموسكو، إن "القوات المتحالفة سيطرت بالكامل على منطقة مصفاة النفط في ليسيتشانسك، وتم إنجاز عملية تطهير مصنع منتجات المطاط بالمدينة". وأشار السفير إلى استمرار عملية تطهير باقي مناطق المدينة من فلول القوات الأوكرانية. يأتي ذلك فيما أكمل المئات من أفراد القوات الأوكرانية تدريبات عسكرية في بريطانيا تشمل التدريب على أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي توفرها الحكومة البريطانية للمساعدة في مواجهة تكتيكات المدفعية الروسية.
ويعد التدريب جزءا من حزمة دعم دولية واسعة النطاق في أعقاب العملية العسكرية الروسية، إذ يسعى الغرب لمساعدة أوكرانيا على صد القوات الروسية من خلال توفير أنظمة أسلحة متقدمة ومهارات لاستخدامها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء لقادة حلف شمال الأطلسي إن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والأموال للدفاع عن نفسها في الوقت الذي كثفت فيه روسيا هجماتها عبر عدة جبهات.
وخلال زيارة مفاجئة إلى كييف هذا الشهر، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن عملية تدريب منفصلة للقوات الأوكرانية، مع إمكانية تدريب ما يصل إلى 10000 جندي كل 120 يومًا. هذا واعتبرت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، في تقرير الخميس، أنّ القصف الذي استهدف في 16 مارس مسرح ماريوبول في أوكرانيا يشكّل "بوضوح جريمة حرب" روسية، مؤكّدة بالمقابل أنّ عدد القتلى الذين سقطوا في هذه الضربة الجوية أقلّ بكثير مما أعلنته كييف.
وقالت أوكسانا بوكالتشوك، مديرة المنظمة الحقوقية في أوكرانيا خلال زيارة إلى باريس، إنّه "حتّى الآن كنّا نتحدّث عن جريمة حرب مفترضة. الآن يمكننا أن نقول بوضوح إنّها جريمة ارتكبتها القوات المسلّحة الروسية".
وأضافت أنّه في 16 مارس دمّر انفجاران ضخمان قسماً كبيراً من المسرح وقد نتجا عن "ضربة جوية" تمّ خلالها إلقاء "قنبلتين زنة كلّ منهما 500 كيلوغرام". وأوضحت بوكالتشوك أنّ خبراء استشارتهم "أمنستي" أكّدوا لها أنّ طبيعة الأضرار التي لحقت بالمسرح تنفي صحّة الفرضية التي طرحتها موسكو ومفادها أنّ التفجير تمّ من داخل المسرح وأنّ الجهة المسؤولة عنه هي القوات الأوكرانية.
وبحسب بوكالتشوك، فإنّ سماء ماريوبول كانت يومها "تحت السيطرة الروسية" ولم تكن هناك "طائرات أوكرانية" تحلّق فيها.
وأضافت أنّ صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية قبل الهجوم وبعده تظهر أنّه "لم يكن هناك وجود عسكري أوكراني حول المسرح". وندّدت منظمة العفو الدولية بهجوم "متعمّد" على موقع لجأ إليه مئات الأبرياء للاحتماء من القصف وقد كُتبت أمامه بأحرف بيضاء ضخمة كلمة "طفل" لإعلام الطائرات بوجود أطفال بداخله.
وشدّدت بوكالتشوك على أنّ هذه الوقائع تجعل القصف الروسي للمسرح "جريمة حرب بشكل واضح".
والنبأ السارّ الوحيد في تقرير أمنستي يتمثّل في أنّ عدد قتلى الغارة هو أقلّ بكثير مما أعلنته السلطات الأوكرانية في بادئ الأمر عندما أكّدت بلدية ماريوبول مقتل حوالي 300 شخص في القصف.
وبحسب التقرير فإنّ "منظمة العفو الدولية تعتقد أنّ 12 شخصاً على الأقلّ لقوا مصرعهم في الهجوم، وحتماً هناك المزيد، وأنّ كثيرين آخرين أصيبوا بجروح خطرة". واستند تقرير "أمنستي" إلى إفادات جمعتها من 50 شاهداً بالإضافة إلى آراء العديد من الخبراء.
قد يهمك ايضا :
الجيش الأوكراني يخوض معركته الأخيرة في ماريبول مع الجيش الروسي قبل سقوطها
انتهاء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول والموافقة على وضع الحياد بشروط