الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
أثارت صور الطفل المغربي أسامة أحمد الشعرة، وهو يحمل سلاح الـ"كلاشنيكوف" بيده، ويلبس لباسًا عسكريًا، داخل الأراضي السوريّة، ردود فعل قويّة، وهو ما طرح العديد من التساؤلات، عن كيفية توجيه الأطفال إلى القتال.
وتعدُّ مدينتا تطوان والفنيدق من أبرز النقاط التي تنشط فيها شبكات تجنيد الشباب من المغرب وإسبانيا، وإعدادهم للتوجه إلى سورية،
قصد محاربة حكومة بشار الأسد، بدعوى "الجهاد في سبيل الله".
وأكّد محلّل قضايا "الإرهاب" لدى الأمم المتّحدة جيل غار، في تصريح صحافي، أنَّ عدد الذين توجهوا، انطلاقًا من جهة طنجة – تطوان إلى سورية، يصعب تحديده، إلا أنّه يتراوح ما بين 100 و200 فرد، كلّهم تجنّدوا في الفنيدق، التي تبعد سبعة كيلومترات فقط عن سبتة المحتلة.
ولفت تقرير إعلامي إلى أنَّ من بين الذين توجّهوا إلى سورية، من بؤرة التوتر هذه، الطفل أسامة، البالغ من العمر 13 عامًا، والذي انتقل مع أسرته من طنجة، إلى سورية، بغية القتال هناك، والذين انضمّوا فور وصولهم إلى الجنود والمليشيات، لدخول غمار الحرب الطاحنة القائمة بين قوّات الأسد، و"المجاهدين"، الهادفين إلى إسقاطه.
وكشف الباحث في هذه القضايا فيرناندو ريناريس عن أنَّ الطريق التي يسلكها هؤلاء الأشخاص تبدأ عبر الدخول إلى مدينة سبتة، ثم يتوجهون عبر الباخرة إلى الجزيرة الخضراء، ومن هذه الاخيرة ينتقلون إلى مالغا، وهناك يركبون الطائرة، نحو المدينة التركية إسطنبول، ثم يتوجهون بعد ذلك إلى الحدود التركية السورية، حيث يجدون هناك عناصر من الجبهات "الجهاديّة"، تساعدهم على دخول الأراضي السورية، والانضمام إلى المليشيات المعارضة.