واشنطن - رياض أحمد
بذل الرئيس الاميركي باراك أوباما وحلفاؤه الغربيون أمس الاثنين جهوداً لافتة أسفرت عن قطع صلات موسكو بمجموعة الدول الثماني، بما في ذلك الغاء القمة التي كانت مقررة لنادي الاقتصادات العالمية الكبرى في منتجع"سوتشي" الروسي في حزيران/يونيو المقبل.هذا فيما بدأ أفراد القوات الأوكرانية
وأسرهم مغادرة القرم أمس، مع اقرار كييف بالهزيمة امام القوات الروسية التي اقتحمت آخر قواعدها الاخيرة في شبه الجزيرة.
وجاء في بيان لقمة مجموعة السبع بعد اجتماع طارئ لها على هامش القمة النووية في لاهاي أن الدول الغربية واليابان تعلق مشاركتها في مجموعة الثماني، الى حين تغيير روسيا مسارها.
وقالت المجموعة إن زعماءها سيجتمعون عوض ذلك في بروكسيل من دون روسيا، في حزيران، في محاولة لعزل موسكو عقاباً لها على ضمها شبه جزيرة القرم. وأبدت المجموعة استعدادها لـ"اجراءات مكثفة" ضد روسيا اذا مضت في تصعيد النزاع.
واتخذت هذه الخطوة وسط مناورات ديبلوماسية مكثفة تتزامن مع مساعي الولايات المتحدة وأوروبا للبحث عن طرق لمعاقبة روسيا على ضمها القرم ومنع موسكو من زيادة الضغط على أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استبق اي قرار محتمل بطرد روسيا من مجموعة الثماني، بقوله ان هذا الامر لن يكون "مأساة كبيرة" بالنسبة الى روسيا.
وفي تطور آخر مفاجئ في لاهاي،التقى لافروف نظيره الاوكراني اندري ديشتشيستا على هامش قمة لاهاي، في اتصال ديبلوماسي هو الاعلى بين البلدين منذ بدء الازمة في اوكرانيا والذي جرى "بناء على طلب الوفد الاوكراني".
والتقى أوباما نظراءه في مجموعة السبع التي تضم المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا، في كاتسهويس حيث مقر رئيس الوزراء الهولندي في لاهاي، وتحديدا في قاعة صغيرة في حضور رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية جوزيه مانويل دوراو باروزو.
وأبدى مستشار الامن القومي الاميركي بن رودس "قلقاً شديداً" من أخطار التصعيد الناجم عن انتشار قوات روسية على الحدود الاوكرانية. وقال: "نشعر بقلق شديد للتصعيد المحتمل في شرق اوكرانيا وجنوبها"، نتيجة وجود هؤلاء الجنود الذين "تراقبهم واشنطن عن كثب...نعتقد أن روسيا ستكون الخاسر الاكبر" من تصعيد عسكري، ملمحاً الى عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو في هذه الحال.
وكانت موسكو نفت الاحد حشد قواتها على الحدود مع اوكرانيا، بعدما اعلن مستشار مجلس الامن القومي والدفاع في اوكرانيا اندريي باروبي ان القوات الروسية مستعدة لمهاجمة اوكرانيا "في اي لحظة".
كذلك، أفاد مسؤول عسكري اميركي في واشنطن ان الانتشار العسكري الروسي على الحدود الشرقية لاوكرانيا يتزايد، وان "عددهم لا يزال يرتفع. انهم في حال تأهب". ولئن كان لاحظ ان لا مؤشرات لاجتياح "وشيك" لشرق اوكرانيا، اضاف: "اذا قرروا التحرك، فان ذلك لن يتطلب وقتا طويلا".
وقدر مسؤولون عسكريون اميركيون عدد الجنود الذين نشرتهم روسيا على طول الحدود بـ20 الفا، مع اليات لنقل الجنود برا وجوا اضافة الى طائرات حربية.
وكان اوباما صرّح صباح الاثنين قبل انعقاد قمة مجموعة السبع بأن "اوروبا والولايات المتحدة موحدتان لدعم الحكومة الاوكرانية والاوكرانيين، نحن موحدون لجعل روسيا تدفع ثمن ما قامت به حتى الان".