الجزائر – نورالدين رحماني
الجزائر – نورالدين رحماني
أكَّد المرشح السابق للرئاسيات الجزائرية رشيد نكاز أنه سيعقد ندوة صحافية، السبت 8 آذار/ مارس المقبل، أمام البريد المركزي في الجزائر العاصمة "مفتوحة للجميع من صحافيين ومواطنين"، يكشف فيها ملابسات عدم وصول التوقيعات التي جمعها لصالحه إلى المجلس الدستوري، الثلاثاء، في أول ردة فعل له بعد خروجه من سباق رئاسيات 17 نيسان/ أبريل المقبل، بعد ادعائه أن أكثر من 60 استمارة
تزكية وقّعها لها الجزائريون قد سرقت منه لمنعه من الترشح، ولكن قبل هذا الموعد كشف نكاز بعض كواليس عملية إيداع الملف التي كانت مقررة، خاصة تأجيل المجلس الدستوري عملية الإيداع لساعة واحدة لأجله، فيما اعتُبرت فضيحة الرئاسيّات الأولى في الجزائر على غرار "حادثة الإبراهيميّ"، حيث أكّد نكاز أنه "الثلاثاء 4 آذار/ مارس وفي حدود الساعة 12 و41 دقيقة حددنا موعدًا مع المجلس الدستوري لإيداع الملف على الساعة التاسعة ليلاً من اليوم ذاته لإيداع ملف ترشح، غير أنه في حدود الساعة الخامسة مساءً تلقى اتصالاً من المجلس الدستوري، يشير إلى تأجيل موعد الإيداع المقرر إلى الساعة العاشرة ليلا، أي قبل ساعتين من آخر أجل محدد وهو منتصف الليل تمامًا".
وأعاد نكاز الرواية عن فقدان الاتصال بشقيقه الذي اختفى والذي كان يحمل معه في سيارة "بيجو207" بيضاء اللون، 62 ألف استمارة تزكية، والذي كانت آخر جملة سمعها في آخر اتصال بينهما هو "يوجد مشكل".
وأثنى نكاز في الرسالة التي نشرها على صفحته الشخصية على "فيسبوك" على "حفاوة الاستقبال الذي حظي به في المجلس الدستوري"، ذاكرًا حتى الشاي وعصير البرتقال اللذين قُدما له، مع الإشارة الى أن أحد المسؤولين في المجلس الدستوري لفت انتباهه الى أنه لم ينشر بعدُ تصريحًا بالممتلكات في جريدتين وطنيتين على الأقل كما تنص الإجراءات، ليردّ عليه أنه سفعل ذلك في الساعات المقبلة، وهو ما يسمح به القانون.غير أن المشكل بدأ، حسب رواية نكاز، عندما اتصل به أحد مرافقيه في المجلس موضحًا أن إحدى السيارات التي كان يقودها شقيقه لم تصل الى المكان، وهو ما جعله يحاول الاتصال به من دون جدوى، مما جعله يبلغ المجلس الدستوري والإعلاميين بالخبر، وبعد مرور المهلة الرسمية عند منتصف الليل تم إعلامه من طرف مسؤولي المجلس أنه مُنح مهلة إضافية أخرى مدتها ساعة.
وأوضح نكاز أن موعد الواحدة صباحًا حلّ من دون أي جديد، ليتنقل بعدها الى مسقط رأسه في ولاية الشلف غرب الجزائر، رفقة مجموعة من أنصاره، حيث وجد أمه البالغة من العمر 78 سنة في حالة سيئة بعد سماعها خبر اختفاء شقيقه، لكن نكاز أكد أنه في الساعة الخامسة صباحًا و15 دقيقة وصله اتصال من شقيقه الذي كان "خائفًا لكنه سالم ومعافى"، والذي روى له حيثيات "تلك الليلة المثيرة"، واعدًا بإعلام "الجميع بها السبت المقبل".ومن جهته، اعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، أن “الصورة غير واضحة تمامًا بخصوص الرواية المتداولة حول قضية اختفاء أو تأخر وصول استمارات التوقيعات، وبالتالي لا يمكن إعطاء حكم أو موقف نهائي عن الحادثة”.
وألمح ناصر جابي إلى أن تكون القضية جاءت للتغطية على فشل المعنيّ في جمع القدر المطلوب من الاستمارات، أو ربما تعرض لعملية نصب أو احتيال من طرف أشخاص تعمدوا خداعه، وغيرها من التفسيرات التي قد تحيط بالقضية، في انتظار كشف الملابسات الحقيقية من طرف الجهات المختصة.وعلى كل إثارة القضية في حد ذاتها، حسب جابي، لم تعُد سابقة، وهذا الجدل عاشته الجزائر في رئاسيات 2004 مع ما أسماه "حادثة الإبراهيمي" حينما فسّر وزير الداخلية الأسبق نور الدين يزيد زرهوني إقصاء وزير الخارجية الأسبق بضياع عدد من التوقيعات بسبب الرياح التي هبت على نوافذ وأبواب القاعة التي خُصصت للاحتفاظ بتوقيعات المترشح.