نواكشوط ـ حبيب القرشي
دانت أحزاب سياسية موريتانية، الخطوة التي قام بها الرئيس المصري محمد مرسي، بقطع العلاقات مع سورية، فيما انتقدت التوصيات الصادرة عن اجتماع "هيئة علماء المسلمين"، في حين أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" في موريتانيا، تأييدها لتسليح قوات المعارضة السورية. وقال بيان صادر عن أحزاب "الديمقراطية المباشرة"، و"الحزب الوحدوي
الاشتراكي"، و"الرفاه"، و"التجمع من أجل الوحدة"، ذات التوجهات القومية الإسلامية، الإثنين، "إن هذه الخطوة تأتي متزامنة مع إعلان البيت الأبيض تسليح العصابات المسلحة في سورية بأسلحة متطورة"، معربًا عن استنكار الأحزاب الموقعة، لخطوة الرئيس مرسي، التي جاءت "بعد الانتكاسة التي منيت بها هذه العصابات أخيرًا على يد الجيش العربي السوري"، حسبما ذكر البيان.
وجاء في نص البيان، الذي تلقى "المغرب اليوم "نسخة منه، "إننا نحن الأحزاب الموقعة أدناه، إذ ندين المؤامرة الكونية التي تتعرض لها الجمهورية العربية السورية، فإننا نستنكر بأشد عبارات الاستنكار والاستهجان الخطوة البائسة التي أقدم عليها الرئيس مرسي بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع السورية، ونؤكد لهذه المناسبة عما يلي:
ـ أن هذه الخطوة جاءت في الاتجاه الخطأ واللحظة الخطأ، فبينما رفع مرسي وجماعة "الإخوان" شعارات تطالب النظام المصري السابق بإلغاء معاهدة كامب ديفيد، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، نراه يخاطب شيمون بيريز بلقب الصديق، ويدير ظهره لتاريخ حافل من الدعاية التي باتت مكشوفة، وأظهرت حقيقة مرسي و"الإخوان" عمومًا.
ـ نستغرب وندين الدعوات التي خرجت من اجتماع ما يُسمى "هيئة علماء المسلمين"، ونرى فيها إمعانًا في سكب دماء السوريين، وفي التحريض على الفتنة وعلى الاقتتال الطائفي، بينما لم نسمع أبدًا من هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين دعوة للجهاد في فلسطين لتحرير القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مما يؤكد تماهي هذه الجماعة مع المشروع الصليبي وانصياعهم لأسيادهم القطريين، الذين ينفذون أجندة الأميركيين في المنطقة العربية".
جدير بالذكر أن رؤساء هذه الأحزاب، هم أعضاء في "هيئة البيعة" المعروفة في موريتانيا، وهي مجموعة من السياسيين القوميين بايعوا الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي أشهرًا قبل اندلاع الثورة الليبية على الولاء والسمع والطاعة.
وكانت جماعة "الإخوان المسلمين" في موريتانيا قد شاركت في مسيرة شعبية خرجت عقب صلاة الجمعة الماضية متجهة إلى السفارة الروسية وسط العاصمة نواكشوط، حيث رفع المشاركون فيها شعارات مؤيدة لتسليح الجيش السوري الحر "المعارض"، وطالب المحتجون بقطع العلاقات مع سورية وطرد السفير السوري من نواكشوط، لكن قوة من شرطة حفظ النظم قطعت الطريق المؤدي إلى مبنى سفارة روسيا، وأرغمتهم على التراجع، قبل أن ينظمو وقفة خطابية ألهب فيها القيادي في حزب "تواصل" الإخواني الشيخ عمر الفتح، مشاعر المحتجين.