الجزائر- خالد علواش
دافع زعيم "الإخوان" في الجزائر الدكتور عبد الرزاق مقري عن ضرورة توحيد صفّ الإسلاميين لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة التي تمرّ بها البلاد، مؤكداً أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي محطة التغيير التي تلزم هذا التيار التوّحد ونبذ الفرقة وقال "مستعد للتنازل عن رئاسة حركة مجتمع السلم في سبيل توحيد صف الإسلاميين".
وعبّر مقري عن فرحته الكبيرة بالتقاء أبناء المدرسة التي أسسها الشيخ الراحل محفوظ نحناح خلال الملتقى الدولي للذكرى العاشرة لوفاة الشيخ محفوظ نحناح تحت شعار "سيادة الشعوب وصناعة المستقبل في عالم متغيّر"الذي انطلقت اشغاله ،الجمعة، الذي حضره جمع غفير من مناضلي حركتي "مجتمع السلم" و"التغيير"، مؤكداً أن هذا الاجتماع لابد أن يستمر ويحقق ما يصبو إليه التيار الإسلامي بعد فرقة السنوات وحرب المصالح.وقال مقري في كلمته أن "حركة مجتمع السلم لن يهدا لها بال حتى يتوحد بيت الشيخ نحناح، وأنّه لا بد من اجتماع كل من التغيير والبناء وتاج في وحدة اندماجية كاملة" في وقت لم تعد هناك أي أسباب تغّذي هذا التفرّق، بل أكثر من ذلك، فهو باسمه لا باسم الحركة لم يجد أي اختلاف بينهم وبين شريكيهم في التكتّل الأخضر النهضة والإصلاح وهذا يوجب توحّدنا.
وأضاف زعيم أول حزب إخواني في الجزائر أنه التقى الشيخ عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية، ولم يبدي جاب الله أية معارضة لفكرة توحيد صف الإسلاميين بل بالعكس هو مساند لها، وشدد مقري على أن الوطن لا يتحمّل الانقسام، ولا بد من الوحدة بين أطياف الحركة الإسلامية من أجل الجزائر" بل على باقي الحركات غير الإسلامية أن توحّد مشاريعها.
وأكد الدكتور مقري المعروف بمواقفه المشددة من النظام أنّه مستعدّ لتقديم استقالته من رئاسة حركة مجتمع السلم من أجل تحقيق مشروع الوحدة، محذراً في هذا السياق السلطة من مصادرة خيار الشعب بفرض "سيناريوهات تصنع في علب مخفية" لأنّ الظروف لن تسمح لهم بذلك ولو بعد الانتخابات.
من جهة أخرى قال مقري، إن الدعوة لعقد المشاورات السياسية بين الأحزاب تهدف بالأساس إلى بعث الرؤى حول مستقبل الجزائر بعيد عن السيناريوهات التي نحن متعودين عليها فالوقت حان، من أجل أن تتحد الأهداف وأن نضع الخطوط العريضة لتحديات القادمة على غرار رئاسيات2014، ونبرهن للذين يسعون دائماً لكي تكون الانتخابات مزورة أن الوقت قد تغير والظروف أصبحت صعبة فحتى وإن زورتم الانتخابات لن تمر الأمور بسهولة.
وأكد مقري أن رياح التغير قد وصلت للجزائر ونريد أن تكون خدمة للوطن وأبنائه، وهو الكلام الذي وجهه مقري لعمار غول "ادعوك من هذا المنبر لوحدة اندماجية كاملة"، من أجل بعث الوحدة.
تجدر الإشارة إلى أنه يحضر الملتقى وجوه بارزة في المجال الفكري والسياسي والدعوي من داخل الوطن وخارجه، كالشيخ راشد الغنوشي من تونس، والنجل الأكبر لنجم الدين أربكان من تركيا فاتح أربكان، بالإضافة إلى ممثل عن الإخوان المسلمين في الأردن محمد صبحي شحاحدة، وعمر باشات، عضو قيادي في حزب المؤتمر القومي العربي في السودان، وصلاح البردويل وأسامة حمدان، القياديين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الفلسطينية، وعبد الناصر جيري، نائب رئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان.