الرباط ـ رضوان مبشور
الرباط ـ رضوان مبشور
شكك بعض قياديي حزب "العدالة والتنمية" المغربي الحاكم، في انضمام 5 من أبرز السلفيين المغاربة لحزب "النهضة والفضيلة"، واعتبروا قرار الانضمام بمثابة ضربة من الخلف لحزب "العدالة والتنمية، وبخاصة أن السلفيون المغاربة كانوا دائما بمثابة الدرع الدعوي لإخوان بنكيران، والورقة الرابحة التي ترجح كفة الحزب في الانتخابات، إلا أن انضمامهم لحزب "النهضة والفضيلة"
اعتبره قياديون ب "العدالة والتنمية" قرارا استراتيجيا من جهات معينة (دون أن يسموها) من أجل إضعافهم وقص جناحهم في الانتخابات الجماعية المقبلة، أو في الانتخابات التشريعية في حالة اللجوء إلى انتخابات مبكرة كحل لإنهاء النزاع المفتعل بين حزبي "الاستقلال" و "العدالة والتنمية".
وأضافت بعض قيادات "العدالة والتنمية" أن قرار الانضمام في هذا التوقيت بالضبط "غير بريء"، بخاصة أنه جاء في عز الأزمة السياسية داخل الائتلاف الحاكم، و "أريد به تقسيم أتباع التيار الإسلامي بين إسلاميين معتدلين متعاطفين مع (العدالة والتنمية) و إسلاميين متشددين وسلفيين متعاطفين مع حزب (النهضة والفضيلة)".
ووصل تشكيك بعض قياديي "العدالة والتنمية" إلى حد اتهام جهات نافدة في ما أسموه ب "الدولة العميقة" بخلق حزب سياسي وتطعيمه بأبرز رموز السلفية بالمغرب، حتى يتم إضعاف حزب "العدالة والتنمية" وتشتيت مناصريه، بخاصة أن السلفيين الخمسة المنضمين إلى حزب "النهضة والفضيلة" كان محكوم عليهم بعشرات السنين بسجن الزاكي بسلا، واستفادوا من عفو ملكي بعد أحداث ما يسمى بـ "الربيع العربي" وتم استغلالهم فيما بعد في المشهد السياسي لإضعاف "العدالة والتنمية" وترجيح كفة أحزب أخرى.
وقال أبو حفص، أحد أبرز رموز التيار السلفي المنضم حديثا إلى حزب "النهضة والفضيلة" في رده على شكوك بعض قياديي "العدالة والتنمية" في ندوة صحافية نظمت بمدينة سلا (شمال الرباط)، أن السلفيين المنضمين لحزب "النهضة والفضيلة" "لن يقبلوا أن يستخدموا ضد أي أحد، إسلاميا كان أو غيره، ولسوا من السذاجة أو قلة الوعي حتى لا ندرك كثيرا من الحسابات السياسية، والاستخدامات المريبة، ونحرص كل الحرص على تقوية علاقاتنا بكل فصائل المجتمع، وعلى رأسها الحركة الإسلامية والقوى الوطنية". وأضاف أنهم" يحترمون حزب (العدالة والتنمية) وكل الحركات الإسلامية"، مؤكدا أنه "لكل الحق في أن يبدي رأيه بحرية، مادام لا يمس حرية الآخر. كما أننا نحرص على أن تكون علاقتنا طيبة مع كل مكونات الأحزاب والحركات الإسلامية، وفق المبادئ المشتركة في عدد من النقط التي تجمعنا".
وأضاف أبو حفص أنهم "غير مسؤولين عن تاريخ الحزب ولا الانتقادات الموجهة إليه سابقا، ومحاسبتنا عبره يجب أن تكون مند اللحظة التي قررنا فيها الانضمام إليه"، مؤكدا انه "لولا إيماننا برجاحة موقفنا لما أقدمنا عليه، مع التشديد على احترامنا لآراء باقي المكونات، سواء العاملة في الحقل الإسلامي أو غيره".
وتجدر الإشارة إلى أن 5 من أشهر السلفيين المغاربة أعلنوا قبل أسبوع انضمامهم إلى حزب "النهضة والفضيلة"، يتزعمهم كل من الشيخ الكتاني والشيخ أبو حفص المفرج عنهما في عام 2011 من سجن الزاكي بسلا بقرار ملكي، و أصدروا بيانا أكدوا من خلاله أن انضمامهم للحزب جاء عن طريق "إيمانهم بمبدأ المدافعة وضرورة المزاحمة، وعم سلك المقعد الفارغ"، مؤكدين أن "ما شهدته الساحة السياسية العربية عموما والمغربية على وجه الخصوص من تحولات عميقة أسفرت عن تغييرات جذرية على مستوى الوعي المجتمعي ورغبته في الإنعتاق من التحرر".
وعبر بلاغ سلفيي "النهضة والفضيلة" أن انضمامهم للحزب جاء "للدفاع عن القضايا الأولية للدولية، ومطالبها العادلة، من خلال منبر فعال ومؤثر، لدعم التجربة الإسلامية وتنويع أشكالها وتجلياتها".
ونفى السلفيون الخمسة ارتباطهم بأية جهة دفعتهم إلى الانخراط في الحزب، مؤكدين أن انتسابهم إليه جاء "على أساس أن يكون منطق التعامل مستقبلا بعيدا عن أي تعليمات أو توجيهات، وأن الغرض الرئيسي ليس هو الاستحقاقات ولا المناصب، بل هو تأطير الشباب وتكوينه وتوجيه طاقته ليخدم دينه ومصالح أمته"، رافضين في ذات الوقت "تحمل أي مسؤولية بخصوص مواقف الحزب السابقة أو تموقعاته واختياراته، وأن مسؤوليتنا المعنوية والتاريخية يبدأ من يوم إعلان انضمامنا للحزب".