الجزائر - خالد علواش
أعلنت حركة الإصلاح الوطني إحدى أطراف "تكتل الجزائر الخضراء"، تشكيلها هيئة وطنية تتكون من خبراء في القانون الدستوري لمراجعة الدستور الجزائري، مشددة على ضرورة تسبيق تعديل الدستور على إجراء انتخابات رئاسية، وفي السياق ذاته كشف رئيس حزب الكرامة محمد بن حمو أن تشكيلته السياسية ستقدم مرشحها
للرئاسيات المقبلة، مؤكدا ضرورة المشاركة وإنجاح هذه المحطة المهمة في حياة الجزائر.
وأوضح الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني الدكتور جهيد يونسي خلال ندوة صحافية السبت في الجزائر العاصمة، أن هذه الهيئة ستعكف على إعداد مقترحات تخص مراجعة الدستور، وأوكلت رئاستها للأمين الوطني للحريات وحقوق الإنسان في الحركة يوسف رابح والتي تضم برلمانيين حاليين وسابقين من الحركة وكذا حقوقيين وخبراء في القانون الدستوري ستقدم نتيجة أعمالها خلال الجامعة الصيفية المزمع تنظيمها خلال النصف الثاني من شهر آب/أغسطس المقبل.
وجدد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني وجهة نظر حركته القائمة على ضرورة تسبيق تعديل الدستور قبل تنظيم أي انتخابات ومهما كان نوعها من منطلق أن هذه الوثيقة تعد المحددة لتوزيع وتحديد صلاحيات كل سلطة وكيفية بناء المؤسسات الدستورية للبلاد.
كما شددت في هذا الإطار على "ضرورة فتح حوار وطني جاد" من أجل الوصول إلى توافق وطني مسجلة مرة أخرى أن النظام البرلماني هو "الأنسب" للجزائر.
وأضاف يونسي ما وصفه ب"حالة الغموض" التي تخيم على سير المؤسسات الدستورية في الجزائر والتي "تظل غائبة"، على حد قوله، عند اتخاذ قرارات مصيرية على غرار إلغاء الجزائر لديون 14 دولة افريقية فضلا عن العراق واليمن، وهذا دون اللجوء إلى استشارة البرلمان الذي يضم ممثلي الشعب متسائلا عن محل ودور هذه الهيئة وغيرها عندما يتعلق الأمر بقرارات بهذا الحجم والثقل.
وتوقف يونسي عند ما أسماه بـ"التكالب والتحامل" المسلط على التيار الإسلامي في الجزائر وخارجها من قبل الأنظمة اليسارية العلمانية التي "تعمل جاهدة على عرقلته بشتى السبل من خلال توظيف مقومات الدولة والتلون في كل مرة حسب ما تقتضيه الظروف".
فيما أعلن رئيس حزب الكرامة محمد بن حمو، السبت في سكيكدة شرق العاصمة الجزائر، أن تشكيلته السياسية ستقدم مرشحها في للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكداً أن حزب الكرامة مستعد على غرار الأحزاب الأخرى أن يكون موجوداً بقوة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكشف بن حمو في حديثه عن الرئاسيات المقبلة أن اللجنة المركزية للحزب ستجتمع قريبا لاختيار مرشحها لهذا الاستحقاق المهم، مشيرا إلى أن حزب الكرامة "يملك إطارات وكفاءات بإمكانها، حسبه، قيادة الشعب الجزائري بأحسن وأنجع الطرق" قبل أن يضيف أن مستقبل الجزائر حاليا "في يد الكفاءات والأحزاب التي تملك برامج حقيقية".
ويرى محللون سياسيون أن مرض الرئيس بوتفليقة المفاجئ وتطورات حالته الصحية التي تبقى غامضة جعل الساحة السياسية في الجزائر باختلاف تشكيلاتها وتوجهاتها تعيش حالة ذعر من بسط يدّ مؤسسة الجيش ودوائر صنع القرار على الدستور الذي قرر الرئيس تعديله على أعقاب إصلاحات 2011.
ويضيف المحللون أن التيار الإسلامي بالأخص يحاول أن يجمع شتاته معتبراً، أي التيار، الفرصة مواتية بعد تأكد عدم قدرة بوتفليقة على الأقل للترشح لعهدة رابعة.