مدينة تزنيت ـ سعيد بونوار
مدينة تزنيت ـ سعيد بونوار فرض شاب مجهول الهوية على نساء وفتيات مدينة تزنيت المغربية قرب المحيط ألاطلسي الإقامة الجبرية وعدم مغادرتهن منازلهن أو مقرات أعمالهن وباتت شوارع المدينة فارغة تماما بعد أن غادرها السياح المحليون الهاربون من بطش ما يُطلق عليه إسم "مول البيكالة" صاحب الدراجة الهوائية، لكن النساء الشجاعات التزمن بالتجول بجلابيبهن المغربية أو برفقة أزواجهن وإخوانهن، ومازالت مغامراتهن حديث الشارع في المدينة التي تنتظر بفارغ الصبر القبض على المجهول "مول البيكالة" وحرك الشاب مجهول الهوية كبار ضباط الأمن والدرك والإستخبارت في المغرب ودفعهم إلى مغادرة مقاعدهم الوثيرة في العاصمة الرباط والإنتقال للمرابطة بالمدينة التي تبعد عنها بأزيد من 600 كيلومتر، متربصين بالشاب المجهول الذي أسقط 8 نساء مازلن يخضعن للعلاج بمستشفيات المدينة وأخريات بمصحات مدينة أغادير، بينما لم يعد له أثر وقصة "مول البيكالة" حقيقة حولت المدينة الصغيرة إلى ثكنة أمنية يجوب شوارعها وأزقتها الضيقة رجال شرطة ومخبرين في أزياء مختلفة، بل أن منهم ضباطا لبسوا ثياب متسولين بحثا عن المتهم المفترض والذي مازال حرا طليقا، إذ عجزت السلطات الأمنية عن القبض عليه رغم نشر صور تقريبية له في كل الأماكن وجربت الأجهزة الأمنية المغربية كل الحيل والطرق والتخمينات لمعرفة هوية "مول البكالة" الذي يهاجم النساء بعد الغروب بطريقة واحدة، إذ يغرس "سكينا" حادا في "ارداف" بنات حواء ممن يرتدين سراويل"جينز"، ثم يلوذ بالفرار بسرعة خاطفة دون أن ينبس بكلمة واحدة ، ولا يترك للضحية أو من يرافقها معرفة هوية "الدراجة" وفي خضم هذا الهاجس استنجد أرباب المحلات التجارية في المدينة بوزير الداخلية ومدير الأمن وطالبوه بالتدخل العاجل لإلقاء القبض على المتهم بعد أن كسدت بضائعهم وسلعهم، إذ أمست الأسواق خالية من المتبضعات النساء الخائفات على أجسادهم من بطش "مول البيكالة" كما أن أرباب الفنادق والمقاهي باتوا مشدوهين أمام ندرة الزبائن، فالمدينة السياحية لم تعذ كذلك، وزادها تأثير الأزمة الإقتصادية العالمية إحساسا بغبن كبير، من "مجرم" لم يضرب المؤخرات وإنما ضرب مدخرات السياحة والصناعة التقليدية وتعود حكاية مرعب النساء إلى أسابيع مضت، بعد تعرض نساء وفتيات لهجمات من الخلف بواسطة آلة حادة، أغلبهن لجأن إلى المصحات والمشافي للخضوع لعمليات جراحية مستعجلة لرتق الجروح، وفضلن الصمت خوفا من الفضيحة في مجتمع محافظ جدا، إلا أن إصرار إحدى المُهاجمات على إخبار الشرطة، دفع بنساء أخريات إلى الخروج من "برقع" الصمت إلى واجهة الكشف عن تعرضهن لإعتداءات غريبة وبلا بواعث صريحة وقالت مصادر حقوقية محلية لـ"للمغرب اليوم" إن عدد ضحايا "مول البيكالة" يتجاوز العشرين، وأن رقم 8 هدفه عدم التهويل بتخويف بنات المدينة المعروفة أصلا بهدوئها وطيبوبة سكانها، وأن المدينة المذكورة التي لا يتعدى سكانها الـ 50ألف نسمة معروفة بحليها الفضية الصافية التي تُغري نساء المغرب عموما ووزعت مصالح الشرطة المغربية "رسما تقريبيا" للمتهم على مختلف مصالحها وكذا مخبريها، ورغم كل الإمكانات التي رصدت للإيقاع بالمتهم، إلا أنه مازال حرا طليقا، وربما يتابع بـ"فرح" تناسل الإشعاعات حوله، كما يرصد بدوره خطط الأمن للإيقاع به، ومنها إرتداء رجال أمن لأزياء نسائية وتجوالهم في أماكن خالية وتحت جنح الظلام، إرتدت "شرطيات" أزياء مثيرة وسط حراسة أمنية لإسالة لعاب "مول البيكالة" من أجل هجوم جديد قد يوقعه في شراك الإعتقال، لكن لا شيء من ذلك حصل، إلى درجة أن أحد الموقوفين الأبرياء كاد أن يفقد حياته بعد أن تجمهر حوله عدد من المارة إثر سقوطه المفاجئ بالطريق إعتقادا من هؤلاء أن المتهم سقط إثر مطاردة أمنية، وانهالوا عليه بالضرب والرفس ويجري نقله إلى قسم الشرطة في المدينة ليتأكد أن المسكين بريء وأن حظه العاثر أوقع حصى أمامه أسقطته أرضا وهو في الطريق إلى عمله بورشة للصناعة التقليدية الشرطة التي كادت أن تعلن عجزها عن إلقاء القبض على "مول البيكالة" إعتقلت الكثير من شباب المدينة ممن يملكون دراجات هوائية، وأخضعتهم لتحقيقات "ماراطونية" لكنها لم تصل بعد إلى الفاعل وإتجهت التحقيقات صوب فرضية الوازع الديني لإرتكاب هذه الجريمة، بدعوى احتمال تشبع شاب ما بدعوات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، إلا "صمت" المتهم أثناء ارتكاب جرائمه، واختياره لمواصفات معينة في النساء اللواتي يهاجمهن دفع الأمنيين إلى ترجيح كفة "العقدة النفسية"، وإمكانية أن يكون "مول البيكالة" قد تعرض إلى صدمة نفسية عنيفة من قبل رفيقة أو زوجة أو عشيقة دفعته إلى إعلان الإنتقام من النساء بهذه الفظاعة التي جعلته يتلذذ بتمزيق مؤخرات النساء بشكل وحشي إحدى الضحايا قالت لـ"العرب اليوم"" كنت عائدة من السوق، وآثرت أن أسلك طريقا ضيقا، ليس به إنارة كافية، وفجأة أحسست بأحدهم كأنه يحتك بي بدراجة، لم أعر للأمر إهتماما وأعتقدت أن الأمر يتعلق بفعل طائش من شاب مراهق، لكن المفاجأة وبعد اختفاء المهاجم بسرعة كبيرة اكتشفت أني مصابة بتمزق في أردافي" وقالت فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة في المغرب "إن المرحلة الأخيرة شهدت تعدد الحوادث التي تهدد سلامة النساء البدنية والنفسية، وتمس بكرامتهن وحريتهن الفردية"، ودعت الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في حماية النساء.