المضيق : جميلة عمر
أثار الهجوم المتطرف الذي عرفته مدينة برشلونة، حالة من الصدمة لدى عائلة أوكابير التي ينتمي لها الإخوة إدريس وموسى، المتهمان الرئيسيين في تنفيذ الإعتداء الذي أدى إلى مقتل 13 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ونفت عائلة أوكابير أن تسفر تربيتهم عن وجود عنصرين ينتميان لخلية متطرفة، أما والدي ادريس وموسى فنفى الخبر، مؤكدا أن ادريس سيتزوج قريبا. وفي جبال الأطلس المتوسط في المغرب، وبقرية ملوية الهادئة ، وعلى بعد امتار من منزل عائلة اوكبير المتواضع المبني من الحجارة والطين، نصبت خيمة لاستقبال حفلة زفاف مبدئيا مقرر منذ فترة طويلة، تفجر خبر تورط الأخوين ادريس وموسى اوكبير اللذين ينحدران منها، في الاعتداءين اللذين اوقعا الخميس 14 قتيلا وحوالي 120 جريحا في اسبانيا، وتحولت الأمسية إلى سهرة حزينة.
وعائلة أوكابير، القاطنة في منطقة أغلبالة، كانت بصدد الاحتفال بزفاف أحد أفرادها، حيث تم نصب خيمة لاستقبال الضيوف، قبل أن تصاب بصدمة كبيرة بعد تداول اسم موسى وإدريس أوكابير كمتهمين في تنفيذ الحادث الإرهابي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وأما سعيد أوكبير والد المتهمين وفي اتصال هاتفي به، فقد بدا مصدوما من هول الخبر، حيث قال بأن أيا من أبنائه لم تظهر عليه علامات التطرف “كانا يعيشان حياة عادية، ويرتدون ملابس مثل جيلهم.
وأضاف بأن ابنه موسى قد تم التلاعب به، مؤكدا أنه كان صغيرا وكان يتابع دراسته بشكل طبيعي، وليست له سوابق في أي حالة عنف أو اعتداء. وأما عن ابنه الثاني إدريس، الذي لازال معتقلا للاشتباه في مشاركته في التخطيط لهذا الاعتداء، فقال الأب، إنه ترك المدرسة في وقت مبكر لكي يخرج للعمل ويكسب لقمة عيشه، مضيفا هو اليوم في يد الله وبيد الشرطة، وآمل أن يكشف التحقيق عن براءته، لا أريد أن أفقد الابنين معا.
وتابع سعيد اوكبير والد الاخوين أن "الشرطة الإسبانية اتصلت بوالدته الموجودة، في إسبانيا لإخبارها بأن موسى مات. وقتلت الشرطة موسى، ليلة الخميس-الجمعة، مع مهاجمين آخرين. وكان قد انطلق بسرعة جنونية بسيارة "اودي ايه3" على شاطئ منتجع كامبريلس في اسبانيا. أما شقيقه ادريس فقد اوقف الخميس في ريبول، المدينة التي تضم نحو عشرة آلاف نسمة والقريبة من جبال البيرينيه، مع ثلاثة اشخاص آخرين.
وسافر سعيد اوكبير ليجرب حظه على الضفة الاخرى، في أواسط تسعينيات القرن الماضي، إلى منطقة جيرونا في كاتالونيا. وولد ابنه موسى الذي كان يفترض ان يحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر في اكتوبر/تشرين الأول المقبل، في ريبول. وتعيش العائلة منذ ذلك الحين بين ملوية وأغبالة واسبانيا.