الرباط - الدار البيضاء اليوم
في سياق إقليمي “مشتعل” ينتقل وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب لعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين بارزين؛ فيما ستكون الزيارة فرصة لتثبيت موقف واشنطن من قضية الصحراء وإشراك الرباط في عمليات التفاوض بشأن الأزمة الأوكرانية.ولم يذكر بيان الخارجية الأمريكية قضية الصحراء المغربية بشكل مباشر، واكتفى بالقول إن وزير الخارجية سيلتقي بنظيره المغربي ناصر بوريطة ومسؤولين كبار آخرين “لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والتعاون الثنائي، وكذلك لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
في غضون ذلك، سيعقد وزير الخارجية الأمريكي في الجزائر اجتماعات مع الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره الجزائري.وإلى جانب حقوق الإنسان والحريات، سيتحدثون، حسب الإعلان، “عن الاستقرار والأمن الإقليميين والتعاون التجاري وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك”.ولقراءة الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب، يستحضر نبيل الأندلسي، الباحث المغربي المتخصص في العلاقات الدولية، أنها تأتي بعد أسبوعين من زيارة نائبته ويندي شيرمان للمملكة، والتي أعقبها بيان وضح جميع النقاط التي تم تناولها.
ويعتقد المحلل والخبير في الشأن الدولي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن زيارة وزير الخارجية لن تخرج عن النقاط المثارة في زيارة شيرمان الأخيرة بشكل عام، وأن الموضوعين الأساسيين هما الموقف الأمريكي من الحكم الذاتي والحرب الروسية على أوكرانيا.وبالنسبة للمغرب، قال المتحدث، فهذه الزيارة ستكون فرصة لتأكيد الموقف الأمريكي من الحكم الذاتي والاعتراف بمغربية الصحراء، والقطع مع أي تردد بشأن هذه القضية، وهذا ما عبر عنه بيان اختتام زيارة نائبة وزارة الخارجية للمغرب.وأكد الأندلسي أن “الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعية؛ بالنظر إلى أنه مقاربة تستجيب لتطلعات سكان المنطقة”، وهذا موقف ليس فقط قبول بالطرح المغربي بل ومفسر لسبب هذا الدعم.
وشدد الباحث المغربي المتخصص في العلاقات الدولية على أن الزيارة بالنسبة للخارجية الأمريكية ستهدف إلى كسب دعم المغرب لمواقفها بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا، خاصة أن المملكة شريك متقدم لحلف الناتو.أما هدف الخارجية المغربية من خلال هذه الزيارة، أضاف الأندلسي، هو انتزاع وضوح أكبر وموقف لا يقبل الغموض بخصوص الموقف الأمريكي من الأزمة المفتعلة حول مغربية الصحراء الغربية، على أساس أن يكون موقفا واضحا ونهائيا ولا يقبل التأويل.أما الخارجية الأمريكية فستسعى إلى حشد دعم أكبر بخصوص موقف المملكة المغربية من الأزمة الروسية الأوكرانية.
قد يهمك أيضَا :
وزير الخارجية الأميركي يلتقي بوريطة وولي عهد ابوظبي في الرباط