باريس - الدار البيضاء
أثارت خطوة افتتاح حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” فرع له بالداخلة في الصحراء المغربية، وآخر في أكادير، غضب جبهة البوليساريو الانفصالية؛ التي خرجت ببيان هاجمت فيه سياسة الحزب الحاكم بباريس.وتزامنا مع إعلان حزب ماكرون عن فتح فرع له بالصحراء المغربية، جرى الإعلان عن تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى الجزائر اليوم الأحد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إلى أجل غير مسمى، بطلب من السلطات الجزائرية.وكانت مصادر جزائرية أكدت أن السبب الحقيقي لغضب الجزائريين وتأجيل الزيارة، قد يرتبط بتطورات ملف الصحراء والتقارب المغربي الفرنسي.
وأوضح تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن وزير الخارجية الفرنسي خلال لقائه مع نظيره المغربي كان حريصا على تجديد تأكيد موقف باريس الثابت من ملف الصحراء، ما يعني أن الحل الوحيد الممكن لهذا النزاع هو المقترح الذي قدمه المغرب المتمثل في الحكم الذاتي.وقال الحسيني، في مقابلة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن تجديد هذا الموقف “يعطي نوعا من الاستمرارية للموقف الفرنسي في مواجهة كل الادعاءات غير المرتكزة على أي أساس التي تقوم بها جهات معينة، وخاصة تلك التي يؤثث لها النظام الجزائري بالخصوص”.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية أن قرار حزب ماكرون القاضي بافتتاح فرع له في الصحراء المغربية، له دلالات متعددة، لكنه أشار جوابا على سؤال لهسبريس بشأن عدم افتتاح فرنسا إلى حدود اليوم قنصلية في الأقاليم الجنوبية إلى كون “الاتحاد الأوروبي يعرف سياسة خارجية مشتركة”.ويرى الحسيني أن فرنسا “ربما تنتظر ظهور نوع من التوافق داخل الاتحاد الأوروبي بخصوص نقطة القنصليات”، مضيفا أن افتتاح فرع حزب “الجمهورية إلى الأمام” بالداخلة، “لا يتعلق فقط بحوار بين هذا الحزب السياسي وفعاليات المجتمع المدني المغربي والصحراوي أو الآفاق الاقتصادية للاستثمار الفرنسي في المنطقة والجالية الفرنسية التي قد توجد مستقبلا، لكن البيان الذي صدر عن الحزب يشير إلى إفريقيا الغربية، أي إن هذا الموقع سيشكل منطلقا في مدينة الداخلة التي باتت منصة حقيقية اليوم ستكون لها امتدادات في كل إفريقيا الغربية”.
وذكّر تاج الدين الحسيني بأن “فرنسا منذ سنة 2007 وهي تؤكد على مقترح الحكم الذاتي وتواصل دعم المملكة داخل مجلس الأمن الدولي، بل إنها تعتبر من طرف الخصوم وكأنها عدو لهم لهذا السبب”، موردا أنه بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، باتت فرنسا اليوم هي الدولة الأوروبية الوحيدة العضو الدائم بمجلس الأمن، وتتوفر بهذه الصفة على حق “الفيتو”.وتابع المتحدث لهسبريس بأن هذا الوضع يقوي الدور الفرنسي داخل الاتحاد الأوروبي ويجعلها أكثر ثقة في تحديد معالم مستقبل السياسة الخارجية للقارة العجوز، لافتا إلى أن باريس يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في جعل موقف الاتحاد الأوروبي ينخرط في الدينامية الداعمة لمغربية الصحراء.
وأشار الحسيني، في التصريح ذاته، إلى الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب داخل الاتحاد الأوروبي، وقال إنه “أقل من عضو لكنه أكثر من شريك، وفي هذا الإطار يمكن أن يتمتع المغرب بمزيد من الدعم من طرف الاتحاد الأوروبي”.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية القوة التي يتمتع بها المغرب من خلال موقعه الجغرافي، مشيرا إلى تخطيط الصين لتمرير “طريق الحرير” عبر التراب المغربي للانفتاح على إفريقيا، وتعزيز الولايات المتحدة الأمريكية لاستثماراتها بالصحراء، وبناء الميناء الأطلسي بالداخلة، والتطور الذي تعرف صناعة السيارات الكهربائية، ليخلص إلى أن هذه “أمور تفتح آفاق التنافس على مصراعيه، وأوروبا ستدرك أن مصلحتها مع المغرب أكثر من أي طرف آخر”.
قد يهمك ايضا:
فرنسا تعوّل على النموذج المغربي لتصحيح "الإساءات إلى الإسلام"