الرباط- الدارالبيضاء
عقب توتر سوداني إثيوبي وتصعيد على الحدود، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان قدرة القوات المسلحة على حماية الأرض والمحافظة على أمن البلاد ومكتسباتها.البرهان الذي زار ولاية القضارف السودانية
على الحدود مع إثيوبيا، قال إن "القوات المسلحة ستظل سنداً وعضداً للشعب ودعماً لتحقيق آماله وطموحاته نحو الاستقرار والسلام والتنمية".كما أشاد بـ"الملاحم والبطولات التي سطرتها القوات المسلحة عبر تاريخها الناصع
الطويل حماية للبلاد وامنها واستقرارها"، وفق بيان للمجلس السيادي.من جانبها، أكّدت القوات المسلحة السودانية، التي يقودها البرهان، والمرابطة داخل الحدود السودانية "التزامها بالدفاع عن أرض البلاد ومكتسبات شعبها".طائرة تستفز الخرطوم
يذكر أن السودان أعلن الأربعاء أن طائرة عسكرية إثيوبية اخترقت أجواءه في ما وصفه بأنه "تصعيد خطير" علماً أن المنطقة الحدودية المعنية شهدت اشتباكات دامية خلال الأسابيع الماضية.وزاد التوتر بين الخرطوم وأديس
أبابا حول منطقة الفشقة التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومتراً مربعاً ويؤكد السودان أحقيته بها فيما يستغل مزارعون إثيوبيون أراضيها الخصبة.عواقب خطيرة
إلى ذلك، جاء في بيان للخارجية السودانية أنه "في تصعيد خطير وغير مبرر، اخترقت طائرة عسكرية إثيوبية الحدود السودانية الإثيوبية، الأمر الذي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة
الحدودية".كما طالبت الخارجية إثيوبيا بالامتناع عن "تكرار مثل هذه الأعمال العدائية" محذرة من أن لها "انعكاسات خطيرة على مستقبل العلاقات بين البلدين".هجمات واتهامات
في بداية ديسمبر، اتهم السودان "القوات والميليشيات" الإثيوبية بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 20 عسكرياً.وقالت إثيوبيا الأسبوع الماضي إن الجيش السوداني
"نظّم هجمات باستخدام الرشاشات الثقيلة" وإن "العديد من المدنيين قتلوا وجرحوا".وفي 31 ديسمبر، أعلن السودان أن جيشه استعاد السيطرة على الأراضي التي يحتلها مزارعون إثيوبيون.كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية
الإثيوبية دينا مفتي الثلاثاء إن القوات السودانية ما زالت تتقدم في المنطقة الحدودية، ووصف الخطوة بأنها انتهاك "غير مقبول" للقانون الدولي ويؤدي "إلى نتائج عكسية".ترسيم غير واضح
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بياناً قالت فيه إن خمس نساء وطفلاً قتلوا في هجوم نفذه مسلحون إثيوبيون في منطقة الفشقة بولاية القضارف.وفي عام 1902، تم إبرام اتفاق لترسيم الحدود بين بريطانيا العظمى،
القوة الاستعمارية في السودان في ذلك الوقت، وإثيوبيا، لكن الترسيم بقي يفتقر إلى خطوط واضحة. وأجرى الجانبان محادثات حدودية نهاية العام الماضي.يأتي الخلاف الحدودي في وقت حساس بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين خصوصاً وسط مساع تشمل مصر أيضاً للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق.