واشنطن - محمد صالح
شهدت أسهم شركة ميتا، مالكة فيسبوك، تراجعًا قياسيا في قيمتها السوقية أمس الخميس. وانخفضت قيمة أسهم الشركة بأكثر من 230 مليار دولار - في أكبر خسارة يومية تُمنى بها شركة أمريكية. وسجلت أسهم منصات ميتا هبوطا مقداره 26.4 في المئة جرّاء إحباط المستثمرين من الأرقام ربع السنوية التي حققتها الشركة. وقالت ميتا إن عدد المستخدمين اليوميين الناشطين لفيسبوك تراجع للمرة الأولى في تاريخ المنصة الممتد لـ 18 عاما. وأدى تراجع سعر السهم في شركة ميتا إلى تراجع ثروة رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ بمقدار 31 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبيرغ لأصحاب المليارات. وتساوي هذه الخسارة في ثروة زوكربيرغ الشخصية قيمة الناتج المحلي الإجمالي السنوي لدولة إستونيا. ورغم هذه الخسارة، لا تزال ثروة زوكربيرغ تناهز الـ 90 مليار دولار، ليظل بذلك أحد أغنى أغنياء العالم.
وكانت شركة ميتا كشفت مؤخرا عن أن عدد المستخدمين اليوميين الناشطين لفيسبوك تراجع إلى 1.929 مليار في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر/كانون الأول، مقارنة بـ 1.930 مليار في الثلاثة أشهر السابقة لذلك. وكانت هذه أول مرة على الإطلاق التي يسجل فيها نشاط المستخدمين اليوميين في أكبر شبكة تواصل اجتماعي على مستوى العالم، تراجعا. كما حذرت شركة ميتا من تباطؤ يشهده نمو العائدات وسط منافسة من منصات أخرى بينها تيك توك، ويوتيوب، فضلا عن تراجع في إنفاق المعلنين. وقال زوكربيرغ إن نمو مبيعات الشركة قد تضرر مع اتجاه مستخدمين، لا سيما الشباب، إلى منصات منافسة. ويُتوقع أن تسجل الشركة عائدات بقيمة تتراوح بين 27 و29 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري - بأدنى مما كان يتوقع الخبراء.
ورغم استثمار ميتا في خدمات مقاطع الفيديو لمنافسة تيك توك المملوكة لشركة بايت دانس الصينية العملاقة للتقنيات، إلا إنها لم تجْن من هذا الاستثمار سوى القليل من الأرباح. وقالت ميتا، صاحبة ثاني أكبر منصة إعلان رقمي في العالم بعد غوغل، إنها تضررت من تغييرات أجرتها شركة أبل فيما يتعلق بالخصوصية. وقالت الشركة إن تغييرات الخصوصية هذه تصعّب على المعلنين مسألة قياس وتحديد جمهورهم المستهدف على فيسبوك وإنستغرام، بما يترتب عليه خسائر تناهز قيمتها عشرة مليارات دولار خلال العالم الجاري. وصاحَب تراجُع قيمة السهم في شركة ميتا بجلسة تداوُل أمس الخميس تراجعٌ في قيمة أسهم منصات أخرى للتواصل الاجتماعي، بينها تويتر، وسناب، وبينتريست. من الواضح أن شركة ميتا تواجه زوبعة من مشاكل متنوعة. وفي السنة الماضية، فعّلت شركة أبل سياسة شفافية تتبُّع التطبيقات.
وفي ظل هذه السياسة، بات للمستخدمين اختيار ما إذا كانوا يرغبون في أن يتم تتبّعهم عبر الإنترنت من شركات مثل ميتا، والتي يمكنها عندئذ أن تبيع معلومات عن هؤلاء المستخدمين للمعلنين. وتعدّ هذه عقبة رئيسية أمام فيسبوك؛ التي تعتمد على معرفة معلومات عن مستخدميها وبيعها للمعلنين لكي تجني أرباحا من وراء ذلك. وقد أسهم هذا السبب في تراجُع شهدته قيمة الدخل الناتج عن الإعلان، وفق ما أظهرت الأرقام ربع السنوية. من ناحية أخرى، اجتذبت منصات منافسة مثل تيك توك فئات من جمهور المستخدمين، لا سيما الشباب. هذا فضلا عن مشاكل أخرى أطول أمدا تواجهها شركة ميتا.
قد يهمك أيضاً :
"ليبرا" عملة "فيسبوك" الرقمية تموت قبل ولادتها في ظل توجهات جديدة لشركة "ميتا"
"مايكروسوفت" يركب قطار "الميتافيرس" بإعلانه عن أكبر صفقة استحواذ في تاريخ الألعاب الإلكترونية