الرباط - الدار البيضاء اليوم
اختتم الجيشان المغربي والأمريكي الاجتماع الأخير للإعداد لمناورات الأسد الإفريقي. وجرت خلال هذا الاجتماع، الذي انعقد من 21 إلى 25 مارس الجاري، مناقشة الاستعدادات لاستضافة “الأسد الإفريقي 2022″، الذي من المنتظر أن يقام في جميع أنحاء المملكة في النصف الثاني من يونيو، كما ستجرى أجزاء منه في تونس والسنغال وغانا.وفي هذا الإطار، قال هشام معتضد، الخبير الأمني، إن الاجتماع الأخير المتعلق بالتحضير لمناورات الأسد الإفريقي يترجم عمق التعاون الإستراتيجي الذي يجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الأمني والدفاع عن المصالح المشتركة والمحاور الحيوية المتعلقة بالأمن القومي للبلدين.
وأوضح معتضد، أن “اختيار المغرب كشريك أساسي ومتميز لمناورات الأسد الإفريقي، التي تعتبر الأولى والضخمة في منطقة مسؤولية أفريكوم، له دلالات سياسية وجيوستراتيجية بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية بالإضافة إلى حلف الناتو”.وأكد أستاذ العلوم السياسية في كندا أن “هذا الاختيار هو اعتراف مسؤول من طرف القادة الأمريكيين للمكانة الحيوية التي يتميز بها المغرب كمنصة صلبة للاستقرار في المنطقة وعامل فعَّال في المساهمة الجادة لنشر السلم والسلام على مستوى منطقة الساحل والصحراء”.
وحسب المتحدث، فإن “مناورات الأسد الإفريقي تعتبر أيضا مناسبة مهمة بالنسبة إلى المغرب لكسب المزيد من التجارب الميدانية العسكرية في إطار تبادل الخبرات الأمنية للدفاع المشترك وتحيين رؤيته العسكرية والدفاعية، بالإضافة إلى تقاسمه لخبرته على مستوى تقنيات الدفاع الميداني والعديد من المجلات العملياتية”.وأفاد معتضد بأن هذه المناورات “تعتبر حلقة حيوية في مجال التعاون الإستراتيجي بعيد المدى بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن هذا البعد العسكري يترجم التزاما طويل الأمد للإدارة الأمريكية اتجاه المغرب اعترافا بالأهمية الإستراتيجية للمغرب بالنسبة للولايات المتحدة”.
وأكد أن “هذا التعاون الوثيق بين المؤسسات الأمنية والدفاعية المغربية وإدارة الدفاع الامريكي يهدف إلى خلق آليات تعاون إستراتيجية وفتح قنوات تواصل دائم ومستمر من أجل سلام المنطقة وضبط الأمن الإقليمي”.يذكر أن مناورات “الأسد الإفريقي” من المقرر إجراؤها في الفترة من 20 يونيو إلى فاتح يوليوز من السنة الجارية في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وتارودانت والقنيطرة وبن جرير.وستشهد النسخة الثامنة عشرة من هذا الحدث الكبير، بالإضافة إلى المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، مشاركة حوالي ثلاثين دولة شريكة.
يذكر أن تمارين المناورات المقبلة ستخصص لتكوينات متعلقة بالجوانب ذات الصلة بالعديد من المجالات العملياتية: تدريبات على عمليات مكافحة الجماعات الإرهابية، والتمرينات البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية، وإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي).وسبق أن اختتمت القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، في شتنبر الماضي، برنامجا مشتركا امتد لست سنوات للحد من التهديدات الكيماوية والبيولوجية، والإشعاعية والنووية، بلغ غلافه المالي 16 مليون دولار، بشراكة مع وكالة الدفاع الأمريكية.
قد يهمك ايضًا:
الجيش الأميركي يلتزم بتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة الملكية المغربية