الرباط - الدار البيضاء اليوم
جدَّد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، تأكيد المملكة على التزامها وتشبثها الراسخ بروح معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وبمركزية دور الوكالة في تنفيذ مقتضيات هذه المعاهدة، باعتبارها ركيزة أساسية لمنظومة عدم الانتشار.وأوضح بوريطة، في معرض كلمة مسجلة ألقاها خلال افتتاح الدورة الـ64 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي افتتحت أشغالها الإثنين في فيينا برئاسة المغرب، أن المملكة "تشدد في هذا السياق على ضرورة تعزيز وتكثيف الجهود من أجل مراجعة تشكيلة مجلس المحافظين"،
معتبرا أن هذه الخطوة أساسية في مسار تعزيز الحكامة داخل الوكالة على النحو المحدد في المادة السادسة المعدلة، التي تم اعتمادها منذ واحد وعشرين سنة خلال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام للوكالة.وباعتبار أن هذا التعديل لم يحظ إلى حد الآن إلا بقبول اثنين وستين عضوا من أصل مائة وثلاث عشرة دولة لدخول حيز التنفيذ، يضيف الوزير، "فإن المملكة المغربية ترحب بمساهمة كل الدول الأعضاء لتحقيق هذا المسعى، كما أنها ستعمل جاهدة خلال فترة رئاستها لهذا المؤتمر على حشد الدعم بغية تفعيل هذا المقتضى،
الذي سيمكن من تعزيز الحضور الأفريقي داخل مجلس المحافظين كجهاز أساسي للوكالة".وأشار بوريطة إلى أن الدورة الرابعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تنعقد في ظرفية دقيقة وسياق عالمي استثنائي، حيث يواجه المجتمع الدولي منذ أزيد من 9 أشهر، تحديات غير مسبوقة جراء التداعيات الصعبة ومتعددة الأبعاد لجائحة "كوفيد-19"، على كل الأصعدة الصحية والاقتصادية والاجتماعية، "وأمام هذا الوضع لا يسعنا إلا أن نعاين، وبكل موضوعية ومسؤولية، محدودية جاهزيتنا وتواضع قدرتنا الجماعية على التعامل مع متطلبات هذه الظرفية الاستثنائية،
بما تستوجب من تعاون فعلي وتنسيق عملي على المستوى الدولي، بروح ملؤها الابتكار للحد من انتشار الوباء والتضامن في التخفيف من تداعياته"، يوضح بوريطة.وأضاف المتحدث أن هذا الوضع "يحثنا، أكثر من أي وقت مضى، على إعادة ترتيب خططنا وأولوياتنا، وتجديد التفكير في سبل أنجع لتحسين الجاهزية واستباق تدبير الأزمات والتعاضد في مواجهتها"، مثنيا على تفاني الوكالة، تحت قيادة مديرها العام، في دعم مجهودات الدول الأعضاء في مواجهة الوباء، من خلال توفير أحدث التجهيزات للكشف السريع عن كورونا،
فضلا عن تنظيم دورات تدريبية افتراضية لتعزيز القدرات الوطنية.وأعرب بوريطة عن تقديم المملكة المغربية للمساعدات العاجلة التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمائة وخمس وعشرين دولة عضوا، من ضمنها خمس وأربعون دولة أفريقية،مشددا على أن مبادئ التضامن والتعاون جنوب-جنوب "ليست مجرد شعارات رنانة، بل هي عناوين مؤطرة للسياسة الخارجية التي وضع أسسها الملك محمد السادس".وأوضح في هذا الصدد أنه عملا بهذه المبادئ، أعلن الملك محمد السادس، في أبريل الماضي، عن مبادرة خلاقة وسباقة بهدف وضع إطار عمل على مستوى رؤساء الدول الأفريقية لدعم مختلف مراحل إدارة الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا،
وترجمة لهذه المبادرة أرسل المغرب، بناء على تعليمات ملكية، مساعدات طبية إلى عشرين دولة أفريقية من كل جهات القارة، من أجل الإسهام في جهودها لمكافحة وباء "كوفيد-19"، حيث تم تزويد هذه الدول بمستلزمات طبية ومعدات وقائية مصنعة محليا من قبل شركات مغربية، طبقا للمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.وخلص بوريطة إلى أن المغرب يتطلع، في أفق ما بعد هذه الجائحة، إلى عقد اجتماع مع بعض البلدان الأفريقية والوكالة الدولية للطاقة الذرية لإجراء تقييم شامل للتجارب ذات الصلة بإدارة الجائحة في كل أشواطها واستخلاص الدروس وتبادل الممارسات الفضلى.
قد يهمك ايضا:
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي بوريطة يتباحث مع نظيره الأوكراني