الرباط - الدار البيضاء اليوم
أكّد بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن الخلية الإرهابية التي جرى تفكيكها في عدة مدن مغربية تعتبر من أخطر الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، وذلك لاعتبارات عدة. وأوضح سبيك، في ندوة صحافية نظمها "البسيج" الجمعة، أن الخلية كانت ستقوم بعمليات إرهابية من خلال السترات والأحزمة الناسفة، في محاولة لإعادة إحياء الأسلوب الإرهابي المتمثل في العمليات الانتحارية، وهو ما ظهر من خلال طبيعة المحجوزات والمعدات اللوجستية التي وجدت بحوزتها.
وأضاف سبيك أن الوسائل المستعملة لدى الخلية الإرهابية كانت ستستغل عكس استعمالها من طرف "الذئاب المنفردة" التي تراهن على العمليات الفردية باستعمال الدهس أو الطعن أو السلاح الناري، و"هي العمليات التي يمكن أن تحدث وفاة أو وفاتين، لكن هذه الخلية كانت تراهن على الأهداف متعددة القصد وعمليات انتحارية وتفجيرية لتحدث أكبر قدر من الخسائر، وبالتالي إحداث زخم إعلامي كبير على مستوى التهديدات الإرهابية".
وأورد سبيك أن الخلية المفككة قامت برصد ومسح ميداني لعدة أهداف محددة بدقة لاستهدافها بعمليات انتحارية، ووصلت إلى مراحل متقدمة قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ المادي بعد ساعات أو بضعة أيام، مشيرا إلى أن استعمال أحد أعضاء الخلية العنف ضد عناصر التدخل السريع التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني يكشف الطبيعة العنيفة لهذه الخلية.
ووفق المعطيات التي كشف عنها "البسيج"، فإن الخلايا السابقة كانت تتوفر على أسلحة ومحجوزات محظورة، لكن خطورة هذه الخلية تكمن في توفرها على "جيليات" وأحزمة ناسفة جاهزة للتفجير.
وتابع سبيك قائلاً إن "المستحضرات الكيميائية المحجوزة تظهر أننا أمام توجه جديد في صناعة المتفجرات من خلال طنجرة ضغط تستعمل في عبوات ناسفة يمكن استخدامها أيضا في التفجير عن بعد".
وشدد الناطق باسم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على أن الأمر يدل على "مشروع إرهابي له مجموعة من الأهداف والارتباطات والتقاطعات بالغة التعقيد"، مضيفا أن إجهاض هذا المخطط الهدام لم يكن سهلا، بل تطلب عملا جبارا لعدة شهور، وأشار إلى أن الخبرة التقنية على المحجوزات بينت أنها كافية لصناعة أربعة أنواع من المتفجرات والعبوات الناسفة، مؤكدا أن المشروع الإرهابي تم إجهاضه على بعد ساعات من تنفيذه.
وقال توفيق الصايغ، رئيس معهد العلوم والأدلة الجنائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، إن المواد التي جرى ضبطها بحوزة الأشخاص الخمسة تدخل في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة التقليدية.
وأضاف المسؤول ذاته أن "هذه المواد يمكن من خلالها صناعة أربعة أشكال من المتفجرات الخطيرة والفتاكة، إضافة إلى استعمال المسامير ومواد أخرى كانت ستضاف إلى العبوات الناسفة للرفع من خطورة ودرجة التفجير".
وأورد رئيس معهد العلوم والأدلة الجنائية أن الخلية كانت ستقوم بتنفيذ عملياتها عبر طنجرة ضغط (كوكوت مينوت)، أو باستعمال ما يُعرف بـ"الكاميكاز" من خلال استخدام "جيليات" تتوفر على أحزمة ومكان لوضع أنابيب متفجرة.
قد يهمك أيضَا :
بوبكر سبيك يردّ على انتشار مقاطع مُصوَّرة لاعتداءات جسدية عدّة
الأمن المغربي يكشف حقيقة صور ضحايا اعتداءات جسدية