موسكو ـ حسن عمارة
تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الثلاثاء، يومها السادس، حيث أشارت آخر التطورات إلى حشود روسية جديدة في الطريق إلى كييف بالتزامن مع جهود سياسية متواصلة لفرض المزيد من العقوبات على روسيا من أجل وقف الحرب.ووصل الجيش الروسي إلى مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، قرب شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو، ويقيم نقاط تفتيش على مشارفها، وفق ما أعلن رئيس البلدية. وتزامناً، أعلن حاكم إقليمي على "فيسبوك" مقتل أكثر من 70 عسكريا أوكرانيا في قصف روسي لبلدة أوختيركا.
وفيما أعلنت أوكرانيا مقتل عشرات المدنيين، أعلن الانفصاليون في دونيتسك تعرض الإقليم لقصف أوكراني استهدف المدنيين والمنشآت الحيوية في منطقة دونباس. وأفادت وكالة أنباء أوكرانيا الرسمية بقصف روسي على عيادة للنساء في كييف. كما أكد الجيش الأوكراني أن روسيا قصفت البلاد بـ113 صاروخا من نوع "إسكندر".
وفي واشنطن، قال السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، بعد إيجاز سري: "إن المعركة في أوكرانيا ستكون دموية وطويلة"، فيما دعا السيناتور الجمهوري غراهام لفرض عقوبات على القطاع النفطي الروسي. كما لفتت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إلى أنّ الولايات المتّحدة لا ترى وقوع حرب نووية في الأفق، مشددة على أنها لن ترفع حالة التأهب القصوى.
يأتي ذلك فيما نقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" عن المنطقة العسكرية الروسية الشرقية القول، يوم الثلاثاء، إن القوات الروسية المتمركزة في أقصى شرق البلاد ستجري تدريبات في منطقة أستراخان التي تقع على الحدود بين الجزأين الأوروبي والآسيوي من روسيا. وقالت قيادة المنطقة إن القوات ستتدرب في تحركات لمسافات طويلة للوحدات العسكرية من بين مهام أخرى.
وفي موسكو، وحسب وكالة "تاس" الروسية، اقترحت وزارة الدفاع منح امتيازات "المحاربين القدامى" للعسكريين المشاركين في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.وجاء في مشروع قانون رفع للبرلمان أن "نفقات الميزانية المقدرة لهذه الأغراض في عام 2022 ستصل إلى أكثر من 5 مليارات روبل".
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية قافلة عسكرية روسية شمال العاصمة الأوكرانية كييف يزيد طولها عن 60 كلم. وقالت شركة "ماكسار تكنولوجيز" إن الأقمار الصناعية رصدت تحرك القافلة العسكرية على بعد 64 كيلومترا شمال كييف بالإضافة إلى قافلة أخرى. كما رصدت انتشار وحدات هليكوبتر تضم قوات هجومية برية جنوب بيلاروسيا على بعد أقل من 32 كم شمال حدود أوكرانيا.
هذا، وأظهر فيديو متداول ما يعتقد أنها قوات شيشانية تتحرك نحو العاصمة الأوكرانية كييف. وأكد الرئيس الشيشاني، الثلاثاء، مقتل جنديين من قواته في أوكرانيا. ووصل الجيش الروسي إلى مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، قرب شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو، ويقيم نقاط تفتيش على مشارفها، وفق ما أعلن رئيس البلدية. وتزامناً، أعلن حاكم إقليمي على "فيسبوك" مقتل أكثر من 70 عسكريا أوكرانيا في قصف روسي لبلدة أوختيركا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي إن الوقت حان للنظر في فرض منطقة حظر جوي على الطائرات والمروحيات الروسية ردًا على قصفها لمدينة خاركيف.كما دعا زيلينسكي إلى حظر روسيا في جميع موانئ ومطارات العالم، مشيرا إلى أن "القوات الروسية نفذت في خمسة أيام 56 هجوما صاروخيا، وارتكبت جرائم حرب، ولا ينبغي أن تكون عضوا دائما في مجلس الأمن".
ويزداد القلق العالمي من احتمالية خروج الأمور عن نطاق السيطرة، وتحول الصراع إلى حرب نووية في غمضة عين، مما قد ينذر بخراب عالمي. ففي الوقت الذي تتحرك فيه الحشود الروسية باتجاه العاصمة كييف، أكدت الولايات المتّحدة أنها لا ترى وقوع حرب نووية في الأفق، مشددة على أنها لن ترفع حالة التأهب القصوى لقدراتها النووية، مثلما فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من جهتها، أفادت بأن القوات المسلّحة الروسية تتواجد على مقربة من أكبر محطة نووية في أوكرانيا، معربة عن "قلقها البالغ" إزاء ذلك مع تطور الأوضاع بالمنطقة.
وحتى الساعة لا تزال "المفاعلات الستة لمنشأة زابوريجيا (شرقا) بأمان"، وفق معلومات تلقّتها الهيئة الأممية للإشراف على المواقع النووية التي تبلّغها السلطات الأوكرانية بشكل منتظم بالتطورات الميدانية.
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القوات الروسية "تنشط قرب المحطة" لكنّها لم تسيطر عليها إلى الآن.وحذّر مدير الوكالة رافايل غروسي مجددا من "أي عمل من شأنه أن يهدد أمن" المواقع النووية في البلاد.
ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس حكام الوكالة، الأربعاء، في فيينا حيث مقر الهيئة للتباحث في "المخاطر الحقيقية" التي يطرحها النزاع. وفي أوكرانيا أربع محطات نووية فاعلة تؤمن نحو نصف احتياجات البلاد على صعيد التيار الكهربائي، ومستودعات عدّة للنفايات المشعّة بينها محطة "تشيرنوبل" التي شهدت في العام 1986 أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
وأكد غروسي أن "أي حادث يمكن أن تكون عواقبه وخيمة على الصحة العامة والبيئة"، كما شدّد على "أهمية" أن تواصل الفرق المتواجدة في هذه المواقع عملها المعتاد وأن "تتمكن من أخذ قسط من الراحة".وفي موقع محطة "تشيرنوبل" التي أصبحت في قبضة الروس، لم يتم استبدال رئيس الفريق المناوب منذ 24 فبراير، وفق الوكالة.وكانت الوكالة قد أشارت الأحد إلى وقوع حادثتين في مستودعات النفايات، بعد إصابة أحدها بقصف صاروخي طال كييف.وأشارت الوكالة إلى "عدم ورود تقارير بشأن أضرار أصابت المبنى أو انبعاثات إشعاعية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
كييف تُطالب بتعزيز الدعم الغربي ومؤشرات على هجوم روسي شامل على أوكرانيا