الرباط _ الدار البيضاء اليوم
تفكّر مدريد جدّيًا في إعادة مئات الأطفال المغاربة القاصرين المنتشرين في جميعِ أنحاء ترابها صوبَ وطنهم؛ هذا الوضع فرضَ على السّلطات الإسبانية زيادة التّنسيق مع نظيرتها المغربية للبحث في الصّيغ الممكنة لوقفِ زحفِ "القاصرين" أوّلاً، ثمّ إعادتهم إلى من حيث قدموا ثانياً. وطالبت مدريد من جميع الهيئات القضائية والسّلطات القنصلية المغربية العمل على إحصاء الأطفال المغاربة القاصرين، المعروفين اختصارا بتسمية "MENA"، المتواجدين ضمن ترابها، بما فيه مراكز الإيواء في كلّ من سبتة ومليلية المحتلتين.
واعترفت الإدارة الإسبانية بخفوتِ موجات "النزوح" التي يكون منطلقها شمال المملكة، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بفضل الدّعم المالي والوسائل اللوجيستيكية التي قدّمتها للسلطات المغربية، لكنها في الآن ذاته عبّرت عن قلقها من تزايد عدد الأطفال المغاربة غير المصحوبين.
وتؤكّد السّلطات التنفيذية في مدريد أنه وفقًا للبيانات التي قدّمتها مكاتب الهجرة في سبتة ومليلية المحتلتين، فقد بلغ إجمالي التقارير التي طلبتها الحكومة المركزية من السلطات القنصلية المغربية 296 خلال عام 2019، و107 خلال الربع الأول من العام 2020.
لذلك، بين عام 2019 بأكمله ومن يناير إلى مارس 2020، تم إرسال ما مجموعه 403 طلبات عودة إلى المغرب من قبل السّلطات الإسبانية. ومع ذلك، تؤكّد مصادر رسمية من مدريد، فإن المغرب "التزم الصمت ولم يقدّم أيّ إجابة،" وهذا ما أشار إليه المدير التنفيذي لمكاتب الهجرة عندما قال: "وفقًا لتقارير مكتبي الهجرة في سبتة ومليلية، فإن السّلطات القنصلية المغربية لم تستجب لهذه الطلبات".
ووفقاً لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن عدد الأطفال المغاربة داخل تراب الجارة الشمالية يصل إلى 9000؛ أي ما يعادل 68 في المائة من المجموع الإجمالي للأطفال القاصرين الذين يوجدون في مراكز الرعاية والاستقبال بإسبانيا.
وأشار المصدر عينه، حسب ما تداولته وسائل الإعلام في الجارة إسبانيا، إلى أن "الثغرين المحتلين يشهدان توافداً كبيرا للأطفال القاصرين الموجودين في مراكز الرعاية والاستقبال"، داعيا مدريد إلى تفعيل الاتفاق الثنائي الموقع مع الرباط سنة 2007، من أجل مواجهة سيل المهاجرين القاصرين الموجودين تحت رعاية حكومات إسبانيا الإقليمية.
وطلبت مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان من الحكومة الوطنية إعادة 403 قاصرين مغاربة غير مصحوبين بذويهم إلى بلادهم في الفترة بين 2019 والربع الأول من هذا العام، لكن "السّلطات المغربية التزمت الصّمت ولم تبادر إلى الرّد على هذه الخطوة"، تقول الصّحافة الإسبانية.
قد يهمك ايضا:
فرنسا تستدعي سفير إيران احتجاجًا على انتهاكات حقوق الإنسان
المحامية الإيرانية المسجونة نسرين سوتوده تعلن إنهاء إضرابًا عن الطعام استمر أكثر من 45 يومًا