الدار البيضاء - جميلة عمر
وُقعت في مقر وزارة التعمير والإسكان وسياسة المدينة، اتفاقية شراكة من أجل تمويل وتنفيذ البرنامج المتعلق بمعالجة المباني الآيلة للسقوط في المدينة العتيقة في الرباط. ووقع هذه الاتفاقية وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والسيد والي جهة الرباط سلا القنيطرة و السيد رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، والسيد رئيس مجلس مدينة الرباط، والسيد المدير العام لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق والسيد المدير العام لشركة الرباط الجهة للتهيئة.
وتندرج هذه الاتفاقية في إطار عمل الوزارة بمعية مختلف الشركاء على التدخل الإستباقي في السكن المهدد بالانهيار لتدعيمه وترميميه، حفاظا على حياة الناس. ويقدر الغلاف المالي لإنجاز هذا المشروع ب130 مليون درهما، تصل فيه مساهمة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة إلى50 مليون درهم، وسيساهم مجلس جهة الرباط-سلا- القنيطرة بغلاف مالي قدره 30 مليون درهم، ومجلس مدينة الرباط بغلاف مالي قدره 20 مليون درهم، ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بغلاف مالي قدره 30 مليون درهم.
وفي هذا الإطار، أكد عبد الصمد سكال، رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، على الأهمية الكبرى التي تكتسيها المدن العتيقة باعتبارها تراثا عمرانيا لا يقدر بثمن، معربا عن استعداده بصفته رئيسا لمجلس الجهة و متخصصا في المجال للانخراط في عملية تتبع تنفيذ هذا المشروع المهم الذي من شأنه حماية أرواح المواطنين والمواطنات بالإضافة إلى أنه مشروع يحمي أرواح وممتلكات المواطنين، مما يشكل ضرورة قصوى، مبرزًا دور برنامج معالجة البنايات الآيلة للسقوط في صيانة التراث والهوية الوطنية وتحقيق الاستدامة بمستوياتها الثلاثة الاجتماعية والثقافية والعمرانية، في أفق ربط المدينة القديمة بمركز المدينة الحديثة.
ولم يفت رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، التنويه بالخبرة التي راكمتها بلادنا في مجال إعادة الاعتبار للمدن العتيقة التي يوليها الملك محمد السادس الأهمية والعناية من أجل صيانة مساكنها وفضاءاتها وتحسين ظروف عيش أهاليها، ومن ذلك تابع عبد الصمد سكال، حديثه "ما تم القيام به من مشاريع بكل من المدينة العتيقة لفاس وأيضا بمدينة ورزازات.
وفي الوقت الذي أبرز فيه رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، الآثار الإيجابية لمشروع معالجة المباني الآيلة للسقوط داخل المدينة العتيقة بالرباط وهي المباني التي تقع على واجهة وادي أبي رقراق وشارع لعلو كما أنها تشهد نشاطا اقتصاديا مهما. ويرى عبد الصمد سكال، أن من أهداف هذا المشروع تعزيز الوظائف العديدة التي تضطلع بها مدينة الرباط، لاسيما على المستوى السياحي والثقافي. وفي موضوع ذي صلة، دَعا رئيس الجهة إلى الاهتمام بالمدينة القديمة لسلا، هذه المدينة التي وصفها بالأم أو توأم مدينة الرباط التي تستحق هي الأخرى كل العناية والاهتمام.
وأبرز عبد الصمد سكال، بأن هذه المشاريع المرتبطة بالمدن القديمة تشكل فرصة لتطوير الخبرة المغربية في المجال العمراني، سيما في عمليات الدعم و الترميم في أفق تطوير الخبرة الخاصة بمعالجة المباني المهددة بالانهيار في المدن القديمة.