كييف - جلال ياسين
تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الأربعاء، يومها السابع، فيما تتصاعد الأمور على الأرض رغم ضغوطات الغرب على موسكو، من خلال عقوبات اقتصادية موجعة، آخرها جاء من واشنطن، حيث تغلق أميركا مجالها الجوي بالكامل أمام الطيران الروسي، اليوم.وميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني أن قوات روسية مجوقلة نفذت إنزالاً في خاركيف، فيما أفادت مصادر بوقوع اشتباكات في مدينة سومي شمال شرقي أوكرانيا، كما أفادت منظمة الأمن والتعاون بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار في خاركيف وخيرسون ودونيتسك.
وأظهرت صور متداولة استهداف "مسيرة" لرتل عسكري روسي جنوب أوكرانيا، فيما أظهرت الصور القادمة من أوكرانيا جانبا من آثار القصف في محيط العاصمة الأوكرانية، حيث ظهر حجم الدمار الهائل والحرائق جراء القصف.وقال الجيش الأوكراني في بيان على تطبيق "تلغرام" إنّ "قوات روسية مجوقلة هبطت في خاركيف (...) وهاجمت مستشفى محلياً"، مضيفاً "هناك قتال يدور الآن بين القوات الروسية والأوكرانيين".
وخاركيف مدينة تقع في شرق أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا، ويبلغ عدد سكّانها 1.4 مليون نسمة، غالبيتهم ينطقون بالروسية.ومنذ اليوم الأول لبدء الغزو تحاول القوات الروسية السيطرة على هذه المدينة وقد استهدفتها الثلاثاء بقصف عنيف، خلّف قتلى وجرحى، بحسب السلطات المحلية.
أمّا خيرسون التي كانت القوات الروسية تسيطر على مداخلها، فقد شهدت خلال الليل تقدّماً للقوات المهاجمة التي أصبحت تسيطر على محطة السكة الحديد وميناء المدينة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس بلدية المدينة إيغور كوليخاييف.
وكثّفت روسيا الثلاثاء هجومها على العاصمة كييف وخاركيف، ثاني كبرى مدن البلاد (شرق أوكرانيا).وقُتل 5 أشخاص وأصيب 5 آخرون في قصف روسي استهدف برج التلفزيون في كييف، بحسب السلطات الأوكرانية.
ويقع هذا البرج في الحيّ نفسه الذي يوجد فيه موقع "بابي يار"، الذي يعتبر موقعاً تذكارياً مهماً.كما أعلنت الداخلية الأوكرانية، الثلاثاء، أن القوات الروسية اقتحمت مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، ولكنها قالت إنها تسيطر على المبنى الإداري للمدينة، فيما تم تداول فيديو للهجوم الصاروخي على قاعدة لواء الهجوم الجوي 95 في جتومر شمال غربي كييف.
وتوعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الأربعاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمزيد من العقوبات، معلناً إغلاق الأجواء الأميركية أمام الطيران الروسي، في عقوبة أساسية سبقه إلى فرضها على موسكو كلّ من الاتحاد الأوروبي وكندا ردّاً على العملية العسكرية الروسية على الجارة أوكرانيا.
ولفت بايدن في خطاب "حال الاتحاد"، الذي خصص جزءاً كبيراً منه للهجوم على الرئيس الروسي، لفت إلى أن بوتين بات منعزلا عن العالم أكثر من أي وقت سابق، وأن الروبل فقد 33% من قيمته والاقتصاد الروسي يترنح، كما أكد أن حرب بوتين على أوكرانيا كانت مخططة مسبقا وغير مبررة لكن الناتو والغرب كانا مستعدين.
واعتبر بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفه بـ"الدكتاتور الروسي"، أساء تقدير ردّ الفعل القوي والموحّد للغرب على عمليته العسكرية في أوكرانيا، وراهن على شق الصف الغربي لكنه أخطأ في حساباته.
وتعهد بايدن بأن أميركا ستقدم للأوكرانيين مليار دولار لإعادة بناء مؤسساتهم، مؤكداً أن القوات الأميركية لن تنخرط في الحرب الدائرة في أوكرانيا، وأفصح قائلا "لن نقاتل إلى جانب أوكرانيا لكن سنعزز قوة الناتو ".
وأشاد الرئيس الأميركي بالشعب الأوكراني ورئيسه قائلا إن الشعب يحارب ببسالة وشجاعة، كما أن الرئيس الأوكراني بات مصدر إلهام للعالم، معتبراً أن الدبابات الروسية قد تقتحم أوكرانيا لكنها عاجزة عن كسب العقول والقلوب، وأن بوتين سيحقق مكاسب ميدانية، لكنه سيواجه تداعيات طويلة الأمد.
وفي المقابل، توعد بايدن الأثرياء الروس بمصادرة يخوتهم وطائراتهم الخاصة وشققهم الفاخرة، وبمصادرة كل ممتلكاتهم التي كسبوها بـ"طرق غير نزيهة".
من جهة ثانية تطرّق بايدن في خطابه إلى معدلات التضخّم المرتفعة جداً حالياً في الولايات المتحدة وسيقول "لدينا الخيار. تتمثّل إحدى طرق محاربة التضخّم في خفض الأجور وجعل الأميركيين أكثر فقراً. لديّ خطة أفضل: بدلاً من الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية، فلنُنتِج في الولايات المتحدة"
قبل ذلك قال بايدن إن العقوبات على روسيا بدأت تؤتي ثمارها المدمرة، فيما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارا بمنع إخراج العملات الأجنبية من روسيا التي تزيد عن 10 آلاف دولار.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن بايدن تعهد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمواصلة تقديم المساعدات لكييف.
وكان زيلينسكي قد أكد أنه بحث مع بايدن العقوبات على روسيا والمساعدات الدفاعية لأوكرانيا، وذلك وفق ما أعلنه زيلينسكي على حسابه على التويتر، مؤكدا أنه يجب وقف العدوان الروسي في أقرب وقت.
وكررت الولايات المتحدة، الاثنين، موقفها الثابت من ضرورة محاسبة روسيا على العملية العسكرية التي أطلقتها ضد أوكرانيا.
وشدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال لقاء افتراضي جمعه مع وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، من مجموعة الدول الصناعية السبع، وانضم إليهم وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا، على أن الهجوم الروسي على أوكرانيا جاء عن سابق تصور وتصميم وبدون أي استفزاز أو تبرير.
واتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وكندا خطوات السبت لاستبعاد روسيا من نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك في إطار جولة أخرى من العقوبات ضد موسكو التي تواصل هجومها على أوكرانيا.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، الأحد، إن الإدارة الأميركية قررت اعتماد النموذج الإيراني في معاقبة روسيا، وطرد بنوكها من نظام سويفت كما فعلت مع إيران.
وأضاف المسؤول أن واشنطن لن تسمح باستخدام احتياطي المركزي الروسي لدعم الروبل، كما ستجمد كل أرصدة الأثرياء الروس، من السيارات الفاخرة إلى اليخوت و إرسال أولادهم إلى مدارس خاصة في الغرب، كما ستسحب الإقامات الذهبية والجنسيات للأثرياء الروس.وأكد المسؤول في البيت الأبيض أن روسيا أصبحت دولة منبوذة اقتصاديا، وأنه تم استهداف 10 بنوك روسية تحتوي على 80% من الأموال.
قد يهمك ايضا
ردود دول غربية كبرى على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا